وجاء تنظيم هذا اللقاء في إطار مشاركة جامعة محمد الخامس بالرباط، في فعاليات الدورة ال 28 لهذا المعرض (1-11 يونيو)، وأيضا في إطار برنامج ثقافي غني ومتنوع، تعرضه الجامعة، يضم أنشطة ثقافية وعلمية مختلفة ينشطها خبراء في المجال حول مواضيع تتعلق بخصوصيات البحث العلمي في الفضاء السجني، وحق السجناء في الاستفادة من الأنشطة التعليمية والثقافية، ودور الجامعة في إعادة إدماج السجناء، وكذا إعداد برنامج لتأهيل السجناء من أجل الإدماج ، فضلا عن تنظيم معرض لكتاب السجين.

   وأبرز المشاركون في هذا اللقاء أهمية دور الجامعة في إعادة إدماج السجناء و الفرص التي تتيحها البرامج الإدماجية السجنية للسجناء، مشددين على ضرورة إستفادة السجناء الأحداث من الأنشطة التعليمية والتثقيفية من داخل المؤسسة تفاديا لحالة العود وتيسيرا لإندماجهم داخل المجتمع بعد قضاء المدة السجنية.

  وفي هذا السياق، قالت خديجة بوتخيلي أستاذة القانون الدولي والعلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية- سلا ، إن جامعة محمد الخامس أضحت شريكا دائما في برنامج الجامعة في السجون وفضاء لإعادة إدماج السجناء، مؤكدة أن هذا البرنامج يسمح بإشراك الطلبة السجناء عبر الحوار من خلال مواضيع ذات أبعاد اجتماعية وقانونية وثقافية وفلسفية وحقوقية تهمهم كسجناء.

  وأبرزت، في هذا الصدد، أن مبادرة الجامعة في السجون تشكل فضاء لمساعدة هؤلاء السجناء، من خلال مجموعة من الدورات حتى بعد الإفراج عنهم باعتبارهم فاعلون في مسارات التنمية والحوار عن طريق الإدماج المجتمعي.

   كما شددت السيدة بوتخيلي على ضرورة سن سياسة وقائية للإدماج عبر أبحاث حول العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية المساهم في الجريمة، والتي يمكن أن تساعد ليس فقط في الوقاية من الجريمة، بل وأيضا في المساعدة على رفع الإكراهات التي تعيق عمل المؤسسات السجنية وتطويرها.

  من جانبه، قال رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية بالمندوبية العامة لإدارة السجون بنعيسى بن ناصر، أن هناك برامج متنوعة لفائدة الطلبة السجناء منها برامج التكوين المهني التي يستفيد منها جميع النزلاء شرط توفرهم على الشروط والمعايير المحدثة من طرف القطاع الوصي على التكوين المهني نتيجة لمحدودية المقاعد بالشعب المحدثة من طرف المكتب الوطني للتكوين المهني.

   وأضاف السيد بن ناصر أن هناك برنامج آخر يعنى بإعادة السجناء وهو برنامج كفايات أي تلك البرامج التكوينية الموجهة لعموم النزلاء، والتي تتضمن البرنامج الوطني للمسابقات، الذي يشمل أكثر من 33 مسابقة في مجالات الشعر والفن والثقافة والرياضة، والتي تغطي كافة شهور السنة من خلال برنامج الإقصائيات على المستوى المحلي بالمؤسسات السجنية ثم على المستوى الجهوي ثم الوطني، ليتم تتويج النزلاء الفائزين بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.

  من جهته، تطرق أستاذ القانون الجنائي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي عبد الجليل العينوسي ، في مداخلة له تحت عنوان "حق السجناء الأحداث في الإستفادة من الأنشطة التعليمية والتثقيفية" ، للمواثيق والمعاهدات الدولية في علاقتها بالأحداث وفي علاقتها بالتعليم، منطلقا في ذلك من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يكرس التعليم والثقافة كحق من حقوق الإنسان، إلى جانب العهد الدولي المتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تعتبر الحق في التعليم حقا أصيلا للطفل إلى جانب إستفادته من الأنشطة الثقافية.

  وأضاف أن المعاهدة الدولية المتعلقة بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، أضفت على الحق في تعليم الأطفال السجناء الطابع الإلزامي، معربا عن أمله في إقرار إلزامية تعليم الأحداث السجناء بمشروع القانون المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية، مشيدا بالجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال.

   وأكد السيد العينوسي أن المغرب ذهب في طريق ملاءمة التشريعات الوطنية مع هذه المعاهدات الدولية العامة والخاصة، انطلاقا من الدستور المغربي الذي ينص على تمتع السجناء بحقوقهم الأساسية إلى جانب حقهم في الاستفادة من برامج الإدماج وعلى رأسها الحق في التعليم، معتبرا أن المملكة المغربية أضحت نموذجا يحتذى به على المستوى العربي والقاري في مجال حماية السجناء.

  يذكر أن مشاركة جامعة محمد الخامس بالرباط في الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تتميز بضم رواقها لأبرز إصداراتها الأكاديمية والعلمية، بالموازاة مع أنشطة ثقافية وعلمية مختلفة تنظمها المؤسسات التابعة لها والتي تستهدف الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والطلبة السجناء، مع إضافة نوعية خلال هذه الدورة تتمثل في استضافة خريجي جامعة محمد الخامس، الأدبيين والكتاب الذين تمكنوا من الموازاة بين مسارهم الدراسي والمهني والغوص في عالم الكتابة.