ومع اتساع انتشار تكنولوجيا الاتصالات، لم تعد مسألة إيصال المعلومات إلى المنازل أو أي مكان أو تبادلها بين مواقع جغرافية مهما بعدت المسافات، أمرا مستحيلا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق أتلاتي، مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة، إن المغرب اتخذ على غرار باقي بلدان العالم، مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمكافحة تفشي فيروس كورونا، تمخضت عنها مقتضيات همت العديد من القطاعات من بينها الجامعات والمعاهد العليا التي تدرس في إطار التعليم العالي، وضمنها المعهد بمركزه الوطني للرياضات مولاي رشيد بسلا، الذي يتوفر على شعب لطلبة الإجازة والماستر.
وأشار، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المركز الوطني، الذي يتم فيه تدريس العديد من الطلبة في المجال الرياضي، ومن خلال الأساتذة المكونين والأطر الإدارية، التزم منذ البداية باستمرار الدروس عن بعد ودون انقطاع، مضيفا أن المركز ينفرد بخاصية تتمثل في اعتماده على شقين في منهج التدريس، نظري وتطبيقي، وهذا الأخير الأوفر حظا لدى طلبة المعهد.
وفي هذا الإطار، يتابع أتلاتي، يتوفر المعهد على نوعين من التكنولوجيا المتاحة لفائدة الطلبة والأساتذة للتفاعل مع قرار الحجر الصحي والتعليم عن بعد ، الأول يتجلى في دروس نظرية عبر قسم افتراضي يستوجب حضور كافة الطلبة إلى جانب الأستاذ الذي يلقي دروسه مباشرة في محاكاة للواقع وبشكل طبيعي، تحت إشراف إطار من إدارة المعهد يسهر على تنسيق هذه العملية مع الحرص على انضباط الجميع تفاديا لأي تشويش على السير العادي للتلقين.
وأوضح في ما يرتبط بالجانب التطبيقي، أن هناك نوعا آخر من التكنولوجيا والذي يضطر معه الأستاذ إلى الحضور أمام كاميرا الاجتماعات عبر تقنية الفيديو باعتبار أنه من المفروض أن يعطي الملقن تفاصيل دقيقة عن الحركات الرياضية التي يجب على الطلبة تأديتها.
وأبرز أن المركز الوطني للرياضات مولاي رشيد يتوفر على العديد من التخصصات الرياضية، من بينها الرياضات الجماعية والفردية وفنون الحرب وغيرها، التي تتطلب دروسا تطبيقية دقيقة بحكم التعامل مع طلبة يتابعون دراستهم في تخصصات رياضية.
وشدد في هذا الإطار، على حرص الملقنين على القيام بالحركات المرتبطة بنوع محدد من الأنواع الرياضية مباشرة، ويتم التفاعل معهم مباشرة من لدن الطلبة عبر البث من داخل حجرات الدراسة بالمعهد، وتمنح للمتلقين فرصة الاستفسار عن ماهية الحركة وطريقة القيام بها بشكل صحيح، كما يمكن للأستاذ مطالبة بعض الذين لم يؤدوها بشكل صحيح بإعادتها أمامه حتى يقوم بتقويمها وتصحيحها.
ولم يفت طارق أتلاتي التنويه بالمناسبة، بانخراط جميع الأساتذة المكونين بالمعهد في هذه العملية، موجها لهم الشكر على التفاني الذي يبدونه في عمل يعتبر استثنائيا أملته الظروف الصحية التي يمر منها المغرب، وتلبية للواجب الوطني على غرار ما تقوم به باقي شرائح المجتمع في هذه الظرفية.
كما أثنى على الطلبة المتكونين في المجال الرياضي على انضباطهم ورغبتهم الأكيدة في التحصيل مهما كانت الظروف ولانخراطهم الجدي والفعلي في عملية التعلم عن بعد ولتحمسهم الذي يعبر عن وطنية صادقة.
وفي ختام حديثه، حث مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة جميع الطلبة والمؤطرين بالمعهد بصفة خاصة والرياضيين وعموم المواطنين المغاربة على المساهمة في تفعيل الإجراءات والتدابير التي انخرطت فيها المملكة للحد من آثار جائحة فيروس كورونا، وذلك من خلال التزامهم لبيوتهم لما فيه مصلحتهم ومصلحة البلاد.
ويتولى المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة بسلا تكوين الأطر والتقنيين من مستوى عال، ولاسيما في ميادين الرياضة والشباب والطفولة والإنعاش النسوي والميادين المرتبطة بها.
ويضم المعهد الملكي، المركز الوطني للرياضة مولاي رشيد بمدينة سلا ومركز الإنعاش النسوي ورياض الأطفال بالرباط ومركز تكوين أطر الشباب بالرباط والمركز الوطني للشباب بالمعمورة بسلا والمركز الوطني للرياضات المنظر الجميل بالرباط والمركز الوطني للشباب بالمعمورة بسلا.