فبعد مرور أربعة أسابيع من الحجر الصحي الشامل، سيلقي إيمانويل ماكرون خطابا متلفزا بعد فترة وجيزة من انتهاء التصفيق اليومي لدعم الطواقم الطبية، والذي يتم القيام به كل مساء عند الساعة الثامنة مساء.
وأوردت وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الجمهورية، أن ماكرون سيعلن عن تمديد فترة الحجر الشامل إلى ما لا يقل عن شهر.
وحسب الأوساط الرئاسية، فإنه سيتم تمديد قيود التنقلات التي دخلت حيز التنفيذ في 17 مارس المنصرم، "بعد جسر 8-10 ماي؛ التاريخ الذي يظل بعيدا بما يكفي لاستيعاب أنه يمكننا بعد ذلك البدء في عملية رفع جزئي للحجر، لكن على نحو تدريجي للغاية"، "وقريب بما يكفي لرسم ملامح فرنسا ما بعد الحجر".
ويتقاطع هذا التقدير مع تقييم المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية "إنسيرم"، الذي أكد في دراسة نشرتها "لوموند"، يوم الأحد، تفيد بأن عملية رفع الحجر ينبغي ألا تبدأ حتى ماي أو يونيو المقبلين.
وتنضاف إلى ذلك مخاوف بشأن الاستراتيجيات التي يتعين اعتمادها لبدء رفع الحجر الصحي الشامل، ومختلف السيناريوهات التي تنكب عليها السلطة التنفيذية الفرنسية في الوقت الراهن.
وعلاوة على ذلك، من المنتظر أن يتطرق رئيس الجمهورية، أيضا، لعدد الكمامات الواقية المتوفرة، ومسألة المخزون والتدابير الموصى بها، وخطط العودة إلى المدرسة وإجراءات الكشف عن فيروس "كوفيد-19"، فضلا عن استراتيجية الوقاية من الوباء، بما في ذلك استخدام تطبيقات التتبع لتعقب الأشخاص المصابين بعدوى الفيروس.
ومع ذلك، فإن هذا السؤال يثير العديد من التحفظات المتعلقة بالحريات العامة، فالأوساط المحيطة بالرئيس الفرنسي تشير إلى أن السيد ماكرون "حريص للغاية" حيال هذا الموضوع، في الوقت الذي أشار فيه كاتب الدولة في الشأن الرقمي، سيدريك أو، مؤخرا، أن الحكومة تعمل حاليا على تطوير تطبيق في إطار مشروع يتوخى "الحد من تفشي الفيروس عبر تحديد سلاسل انتقاله".
ويمكن هذا التطبيق المسمى "ستوب كوفيد" "StopCovid"، من "تحذير الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع مريض بإصابة مؤكدة، حتى يكون بوسuهم إجراء الكشف، وإذا لزم الأمر الخضوع لتكفل مبكرا جدا أو الالتزام بالحجر الصحي".
ويتمثل الموضوع الآخر الذي لا يقل أهمية، والذي من المرتقب أن يتناوله إيمانويل ماكرون في خطابه الموجه إلى الفرنسيين، في استئناف النشاط الاقتصادي والتدابير المتخذة من طرف السلطة التنفيذية لدعم المقاولات والموظفين.
وكانت السلطات الصحية الفرنسية قد أحصت، يوم أمس الأحد، 315 وفاة جديدة ناجمة عن عدوى فيروس كورونا المستجد في الأوساط الاستشفائية، وذلك خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي للموتى جراء فيروس "كوفيد-19" في البلاد إلى 14 ألفا و393 منذ بداية انتشار الوباء، مقابل تماثل 27 ألفا و186 مريضا للشفاء.