وأتاحت هذه الأيام الاقتصادية المغربية الفرنسية، المنظمة بمبادرة من الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب بحضور السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتيي، لأعضاء الوفد الفرنسي التعرف على الفرص الاقتصادية بالمنطقة من أجل نسج علاقات عملية مع الفاعلين وحاملي المشاريع المغاربة لاستكشاف آفاق التعاون ومشاريع استثمارية ملموسة.
كما شكل هذا اللقاء الاقتصادي، الذي شارك فيه رئيس مجلس الجهة، سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس الجماعي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، فرصة لتسليط الضوء على مقومات المنطقة أمام الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، فضلا عن الإمكانات المحلية من حيث الاستثمارات والشراكات والتبادلات التجارية.
واطلع الوفد الفرنسي، الذي تقوده رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، كلوديا غاوديو فرانسيسكو، على مناخ وآفاق الأعمال في القطاعات الإنتاجية بالجهة، مثل التنمية المستدامة والسياحة والصيد البحري والطاقات المتجددة.
كما تابع الوفد عروضا ركزت على خطط التنمية الجهوية والجماعية ولا سيما مختلف المشاريع المخطط لها في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وبهذه المناسبة، قدم المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار، محمد الجيفر، عرضا أبرز فيه الجهود المتواصلة التي يبذلها المركز في مواكبة المستثمرين، من خلال عملية مبسطة لإنشاء المقاولات واستدامتها.
وأشارت السيدة غاوديو فرانسيسكو، في تصريح للصحافة، إلى أن زيارة وفد رجال الأعمال الفرنسيين إلى جهة العيون الساقية الحمراء تهدف إلى تمكين الشركات في فرنسا من استكشاف إمكانيات الاستثمار في مختلف القطاعات بما فيها الطاقات المتجددة والاقتصاد الأزرق.
وقالت إن خطط التنمية الإقليمية والجماعية "طموحة للغاية"، داعية الشركات الفرنسية للانضمام إلى هذه الدينامية الواعدة.
من جانبه، أكد السيد جيفر أن هذه الزيارة تندرج في إطار تفعيل الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب مؤخرا، مشيرا إلى أن الطرفين ينخرطان ضمن آفاق خلق الثروة وفرص الشغل على مستوى الجهة، لفائدة الساكنة المحلية.
وبالمناسبة ذاتها، زار أعضاء الوفد المعهد الإفريقي للأبحاث في الزراعة المستدامة التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وقدمت للوفد شروحات حول مهام هذا المعهد المتعلقة بأربعة برامج رئيسية تتماشى مع احتياجات وتحديات الجهة، وهي الزراعة في البيئات القاحلة والمناطق الهامشية، والمصفاة الحيوية والطاقة الحيوية، وتثمين سلسلة القيمة الحيوانية والإدارة المستدامة للمياه والطاقة.
كما قام السفير الفرنسي والوفد المرافق له بزيارات ميدانية لعدد من المشاريع حيث عاينوا عن كثب الجهود المتواصلة المبذولة من أجل التنمية الشاملة والمندمجة لجهة العيون الساقية الحمراء.
وكانت الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، التي يبلغ عدد أعضائها 3000 عضو وتضم أكثر من 20 ألف منخرط قد افتتحت مقرات جهوية بالعيون في ماي 2017، والداخلة في مارس 2019، ومؤخرا بكلميم في فبراير الماضي.