وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها بالأحرف الأولى كل من رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، منير ليموري، ورئيس جمعية المنتخبين الفرنسيين، إدريس التزاوي، إلى تعزيز التعاون من خلال التوأمة والمشاريع المشتركة، وتعزيز التنمية المستدامة من خلال مقاربات مبتكرة في مجال الذكاء المجالي، فضلا عن خلق فرص أكاديمية واقتصادية في إطار المبادرات المشتركة.
وأكد السيد التزاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذه الشراكة في مجال التنمية الترابية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فتحت آفاقا واسعة وفرصا واعدة لتعزيز التعاون اللامركزي و الدبلوماسية المجالية.
وأضاف أن هذه الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية توفر إطارا ملائما للفاعلين الاقتصاديين والسياسيين في فرنسا لإقامة شراكات جديدة في إطار أخوي وبناء.
كما أشار السيد التزاوي إلى أن جمعية المنتخبين الفرنسيين ونظرائهم بالجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية ملتزمون بالتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بهدف خلق الثروة وتشجيع الابتكار في هذه الأقاليم، معربا عن استعداد الجمعية لتنظيم مؤتمرات ولقاءات تهدف إلى تعزيز الدبلوماسية المجالية.
من جانبه، أبرز السيد ليموري أن توقيع هذه الاتفاقية بين الجمعيتين يعكس الدينامية الإيجابية للعلاقات المغربية الفرنسية، ويندرج في إطار الدبلوماسية الموازية التي يقوم بها المنتخبون للدفاع عن القضايا الوطنية.
وأكد أن هذه الشراكة ستتيح أيضا لمنتخبي الجماعات الفرنسية والمغربية تبادل خبراتهم وتجاربهم في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
من جهتها، قالت الوزيرة الفرنسية السابقة، سارة الحايري، إن هذه الشراكة بين جماعات البلدين في إطار الدبلوماسية المجالية تمثل مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأضافت أن الجماعات يمكنها أيضا تقاسم خبراتها في العديد من المجالات الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية وإدارة المياه، داعية إلى تعزيز إشراك الشباب في السياسات التنموية على المستوى الترابي.
وفي السياق ذاته، رحب سفير فرنسا لدى المغرب، كريستوف لوكورتييه، بتعزيز الشراكات بين جماعات البلدين، مسجلا أن الاتفاقية الجديدة تعكس الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات الفرنسية المغربية، في أعقاب الزيارة الأخيرة للرئيس ماكرون إلى المغرب.
كما أشار إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا على رأس وفد هام إلى الأقاليم الجنوبية، التي قال إنها أصبحت الآن تشكل "الأفق الجديد للعمل" بالنسبة للسفارة.
وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن من شأن إطار الشراكة هذا أن يمكن الجماعات الفرنسية من الاستفادة من الخبرة المغربية في عدد من المجالات، وتوفير أرضية ملائمة لإطلاق مشاريع مشتركة.
وسيعقد المنتخبون الفرنسيون، الذين يقومون بزيارة إلى المغرب في الفترة من 21 إلى 24 نونبر الجاري لقاءات مع فاعلين سياسيين واقتصاديين وجمعويين محليين للتعرف عن كثب على طريقة عمل الجماعات الترابية في المغرب، بالإضافة إلى القيام بزيارات ميدانية للبنيات التحتية والمشاريع التنموية في جماعتي القنيطرة والرباط.
كما سيتواصل أعضاء جمعية المنتخبين الفرنسيين مع طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة في إطار ندوة وورشات عمل موضوعاتية.