وقد كانت سموها آنذاك تشكل رمزا للتضحية والفداء وأملا لأجيال المستقبل في الانعتاق والتحرر لبناء مغرب الغد ٬ مغرب التحدي والتشييد والبناء .
وبعد عودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه الى أرض الوطن ومعه فلذة كبده الاميرة الجليلة للا آمنة وباقي أفراد العائلة الملكية ٬ أسند جلالته لسموها سنة 1957 ٬ وهي لازالت صغيرة ٬ رئاسة العصبة المغربية لحماية الطفولة كرمز للمستقبل وإرادة ملكية سامية للنهوض بأوضاع الطفولة بالمغرب.وانطلاقا من هذا التاريخ بدأت سموها تخطو خطواتها الأولى في الميدان الاجتماعي من خلال رعاية الاطفال والفئات المحرومة ٬ وذوي الاحتياجات الخاصة .
وموازاة مع استكمال تعليمها الأساسي والثانوي بالمعهد الملكي بالرباط ومتابعة دراستها العليا في الفلسفة واتقانها للغات الحية الفرنسية والانجليزية إلى جانب اللغة العربية كانت سموها تولي أهمية خاصة للرياضة ولاسيما الفروسية حيث تمكنت في سن مبكر من اكتساب صفة فارس والتوفر على إسطبل خاص لتربية الخيول والجياد وممارسة الفروسية كرياضة وفن وهواية .
وإلى جانب حياتها الاجتماعية واهتمامها البالغ بأسرتها الكبيرة كان لسموها اهتمام خاص بحياتها الأسرية مع زوجها المرحوم مولاي ادريس الوزاني رئيس الجامعة الملكية المغربية للفروسية سابقا . وقد تميزت حياتها العامة بتقلد عدة مهام ومسؤوليات في عدة مجالات ولاسيما في الميادين الرياضية والاجتماعية .
ففي مجال الفروسية عين صاحب الجلالة الملك محمد السادس سموها رئيسة الجامعة الملكية المغربية للفروسية منذ سنة 1999 ورئيسة اللجنة المنظمة ل"أسبوع الفرس " الذي ينظم كل سنة بالمركب الملكي للفروسية والتبوريدة دار السلام ورئيسة حكام المباريات الوطنية للقفز على الحواجز ومدربة للفريق الوطني المغربي للفروسية ٬ واعتبارا لما حققته من مكاسب ايجابية للفروسية بالمغرب ٬ تم انتخاب سموها أول مسيرة رياضية إفريقية.
وبفضل جهدها المتواصل ورعايتها الخاصة بالفرس ٬ استطاعت سموها أن تجعل من الفروسية رياضة شعبية تستمد جذورها من الأصالة المغربية والتقاليد العربية العريقة حيث أعادت للفارس المغربي عموما وفنون الفروسية التقليدية على وجه الخصوص مكانتها واعتبارها من خلال جائزة الحسن الثاني برسم البطولة الوطنية التي تنظم كل سنة منذ سنة 1999.
وفي هذا السياق قامت سموها بإدماج المعاقين ذهنيا في رياضة الفروسية وتخصيص يوم خاص لهذه الشريحة من الرياضيين في (أسبوع الفرس ) حيث تشرف سموها بنفسها على تدريبهم وتأطيرهم خلال الحصص التدريبية والمنافسات الدورية .
أما في الميدان الاجتماعي ٬ فإن سموها كانت تقوم إلى جانب رئاستها للعصبة المغربية لحماية الطفولة بمهام رئيسة المنظمة المغربية للأمهات ورئيسة الجمعية المغربية للفنون الواعدة التي تهتم بتنمية البرامج الفنية لدى الأشخاص المعاقين حيث ترأست الأولمبياد الخاص المغربي منذ 1994.
وفي مجال رعاية الأمومة أولت سموها عناية خاصة لقضايا الأم من خلال مختلف البرامج والمشاريع الاجتماعية التي تشرف على إنجازها لفائدة الأمهات ولا سيما الفئات التي تعيش في وضعية صعبة .
وتميزت هذه الجهود بترؤس سموها سنة 2002 بالدار البيضاء موءتمرا للمنظمات المغاربية للأمهات باعتبارها رئيسة للمنظمة المغربية للامهات توج باعتماد استراتيجية مغاربية للنهوض بأوضاع الأمهات في بلدان المغرب العربي .
أما في مجال الطفولة ٬ فقد جعلت سموها من حماية حقوق الطفل وصيانة كرامته أحد انشغالاتها الأساسية وخاصة ما يتعلق بالطفولة المحرومة من خلال الرعاية الأولية التي تشمل بها الأطفال المحرومين من الأسرة ٬ وضحايا العنف وسوء المعاملة والتفكك الأسري والتشرد في إطار مقاربة شمولية تهدف إلى تجنيد كل الفعاليات الوطنية للنهوض بأوضاع الطفولة اجتماعيا وصحيا وتربويا ونفسيا.
ومن أبرز أنشطة صاحبة السمو الملكي في هذا المجال ترؤس سموها أول منتدى دولي للطفل المحروم من الأسرة والإشراف على توقيع عدة شراكات مع العديد من القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتنمية البرامج الاجتماعية التربوية المتعلقة بقضايا الطفولة ٬ وكذا مواكبة كل المستجدات المرتبطة بتفعيل القوانين والتشريعات الوطنية وملاءمتها مع القوانين والمعاهدات الدولية.
وفي هذا الإطار ٬ أولت سموها اهتماما بالغا للدفاع عن حقوق الطفل في المحافل الدولية والعمل على تفعيل مقتضيات الاتفاقية الأممية لحقوق الطفل التي وقعها المغرب سنة 1993 ٬ من خلال تعبئة ومناشدة كل الطاقات والفعاليات الوطنية لدعم الجهود المبذولة الرامية إلى توسيع نطاق الأنشطة التربوية والثقافية والاجتماعية الهادفة الى تعزيز رعاية الأطفال وتحسين ظروفهم المعيشية وذلك بتعاون وشراكة مع كافة الجهات المعنية ولاسيما منظمة اليونسيف وفي مجال رعاية المعاقين وإدماجهم في المجتمع قامت سموها سنة 1994 بإحداث الأولمبياد الخاص المغربي والمساهمة في تأسيس اللجنة الجهوية للأولمبياد الخاص المغربي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ٬ وتعبئة كل الجهود للنهوض برياضة المعاقين ذهنيا بالمغرب .
وقد تميز اهتمام سموها بهذه الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة بترؤس سموها للدورة الثانية لألعاب الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالرباط سنة 2000 وتطوير برامج الأولمبياد الخاص المغربي من خلال تنظيم بطولة كأس العرش لكرة القدم ٬ وبطولة كأس للا آمنة لكرة القدم ٬ ودعم مختلف أصناف الرياضات للرفع من عدد الممارسين والمؤطرين والمتطوعين والعائلات ٬ فضلا عن البرامج الصحية والتربوية والاجتماعية الموازية .
وحرصا من سموها على الرفع من مردودية الأولمبياد الخاص المغربي ومواكبة أنشطته ومنجزاته في الميدان ٬ قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا آمنة بترؤس اجتماعات مكتبه المركزي كل شهر ٬ والسهر على تتبع تنفيذ كل البرامج والمخططات المرسومة والاشراف على عمليات التقييم والمتابعة.
وفي إطار تعزيز التواصل مع الأولمبياد الخاص الدولي ورئاسة الأولمبياد الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ٬ قامت صاحبة السمو الملكي بمتابعة كل البرامج والأنشطة المنجزة على الصعيدين الدولي والجهوي ٬ واستقبال المسؤولين والمؤطرين عن الأولمبياد الخاص أثناء زيارتهم للمغرب لمواكبة كل التطورات والمستجدات التي تهم رياضة المعاقين ذهنيا .
إن المكانة المتميزة التي يحتلها الأولمبياد الخاص المغربي على المستويين الدولي والجهوي والمكاسب التي يحققها أبطاله في مختلف أصناف الرياضات لدليل على مدى العناية البالغة التي أولتها صاحبة السمو الملكي لرياضة المعاقين ذهنيا ومدى حرص سموها على تحقيق إنجازات هامة تستجيب لطموحات كل المتدخلين في هذا المجال تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الرامية إلى إدماج هذه الشريحة من الرياضيين في المجتمع .
وفي هذا المجال انتخبت صاحبة السمو الملكي المرحومة للا آمنة عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص الدولي في أبريل من سنة 2008 ٬ وقد حظيت سموها باستقبال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالقصر الملكي بمكناس حيث هنأها جلالته على انتخابها بالاجماع عضوا في اللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد الخاص لتمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما ساهمت سموها بفضل المجهودات التي مافتئت تبذلها من أجل النهوض برياضيي الأولمبياد الخاص المغربي على الخصوص والأولمبياد الخاص الدولي ٬ في استضافة المغرب للمؤتمر الاستراتيجي الدولي الثاني للأولمبياد بمراكش في يونيو 2010 والذي يعتبر تتويجا للمجهودات المكثفة للأولمبياد الخاص المغربي.
ويأتي اختيار المغرب لاستضافة هذه التظاهرة الدولية ليؤكد الجهود الحثيثة والمساهمة الإيجابية للمملكة المغربية من أجل النهوض برياضة الأشخاص المعاقين ذهنيا٬ تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله.
وبفضل التحفيز والدعم المتواصلين لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة٬ التي وشحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2007 بالوسام المحمدي من الدرجة الثانية٬ أصبح الأولمبياد الخاص المغربي يحتل مكان الصدارة ضمن برامج الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولم تقتصر العناية الموصولة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة على رياضتي الفروسية والأولمبياد الخاص المغربي ٬ بل حرصت سموها على ترؤس حفل توزيع الجوائز٬ على الفائزات في الدورة الخامسة لسباق النصر النسوي على الطريق٬ الذي نظمته جمعية "المرأة إنجازات وقيم"٬ تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في يونيو 2012.