ولدى وصول صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن إلى ساحة الشهداء (باب بوحاجة)٬ حيث أقيم الاحتفال ٬ استعرض سموه تشكيلة من الحرس الملكي أدت له التحية٬ قبل أن يتقدم للسلام على سموه كل من السادة٬ أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ ومحمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة٬ وحسن العمراني والي جهة الرباط- سلا- زمور- زعير وعامل عمالة الرباط.
كما تقدم للسلام على سموه٬ السادة عبد الكبير برقية رئيس جهة الرباط- سلا- زمور- زعير٬ وعبد السلام بيكرات عامل عمالة سلا٬ ونور الدين الأزرق رئيس الجماعة الحضرية لسلا٬ وعزيز بنبراهيم نائب برلماني ورئيس مقاطعة لمريسة٬ ومحمد بوطربوش رئيس المجلس العلمي المحلي بسلا٬ وعبد المجيد الحسوني نقيب الشرفاء الحسونيين.
وبعد التحاق سموه بالمنصة الشرفية٬ انطلق استعراض موكب الشموع بعدد من الفقرات واللوحات الفولكلورية٬ استهلت بمرور العلم الوطني على إيقاع نغمات الجوقة النحاسية٬ تلاها استعراض صورتي صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه٬ ثم شعار المملكة ومجسمي المسجد الأقصى ومسجد الحسن الثاني.
إثر ذلك٬ قدمت مجموعات صوفية وفلكلورية تتألف من فرق عيساوة وكناوة فيلالة وأحواش واعبيدات الرمى والدقة المراكشية٬ لوحات فنية مستمدة من عمق الموروث الشعبي المغربي الغني والمتنوع.
كما تضمنت فقرات استعراض موكب الشموع مرور "المحدوق" ممتطيا فرسا٬ وهو الطفل الذي تمكن من حفظ القرآن أو جزء منه٬ ثم المختون ممتطيا فرسا.
واختتم الموكب باستعراض حملة الشموع٬ الذي يعد تقليدا أصيلا يعود تاريخه إلى عهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي٬ الذي تأثر خلال زيارته لإسطنبول بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف٬ حيث أعجب على الخصوص باستعراض الشموع.
وبالمناسبة٬ قدم نقيب الشرفاء الحسونيين لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن٬ مجموعة من المخطوطات القيمة تتضمن مخطوطا نادرا حول الشجرة النبوية الشريفة٬ ومخطوط رسالة العقائد والتوحيد للقطب العارف بالله محمد عبد الله ابن حسون٬ وحزب الشيخ للأوراد المحمدية٬ الذي يعود تاريخيه إلى القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر ميلادي.
كما تمت تلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ والتضرع إلى الباري تعالى بأن يحفظ أمير المؤمنين ويقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
ويشكل موكب الشموع لمولاي عبد الله بن حسون، المنظم كل سنة تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي دأبت الطريقة الحسونية على تنظيمه بمدينة سلا احتفاء بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، تقليدا مغربيا أصيلا يجسد تشبث المغاربة بأصالتهم وموروثهم، وولع عدوة سلا بسيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وبآل بيته الطاهرين.