وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء بالرباط، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى، بحضور أفراد أسرة الفقيد، وعدد من مستشاري جلالة الملك، ورئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، وعدد من أعضاء الحكومة، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، والجنرال دو كور دارمي بوشعيب عروب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، والجنرال عبد الكريم اليعكوبي مفتش الوقاية المدنية، وعدد من قادة الأحزاب السياسية، وضباط سامون وشخصيات سامية مدنية وعسكرية.
وتوجه الحاضرون، بهذه المناسبة الأليمة، التي تليت فيها آيات بينات من الذكر الحكيم، إلى الله العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته التي لا تقاس، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، وأن يثيبه الجزاء الأوفى عما أسدى لوطنه من خدمات جليلة.
كما توجه الحضور بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعث ببرقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الجنرال دو كور دارمي المرحوم عبد العزيز بناني، أعرب لهم فيها جلالته، ومن خلالهم إلى كافة أهل الفقيد وأصدقائه، ولأسرته الكبيرة في القوات المسلحة الملكية، عن أحر التعازي وأصدق عبارات المواساة مع الدعاء لهم بجميل الصبر وحسن العزاء.
ومما جاء في برقية جلالة الملك "لقد ظل الراحل الكبير وفيا للشعار الخالد للقوات المسلحة الملكية وللثوابت المقدسة للوطن، متفانيا في الولاء للعرش العلوي المجيد، على امتداد عهد والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، وفي عهدنا، ناهضا، بكل انضباط وإخلاص، بمختلف المسؤوليات الجسيمة التي تقلدها عن جدارة واستحقاق، مشهودا له بالاستقامة والنزاهة والخلق الرفيع والامتثال، في كل وقت وحين، لأوامرنا بصفتنا القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية بما يخدم المصالح العليا، ويصون الوحدة الترابية، ويحمي المقدسات الوطنية".