وفي ما يلي نص الرسالة التي تلاها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد :
"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
السيد الرئيس،
صاحب السمو الملكي،
أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات،
السيد الأمين العام للأمم المتحدة،
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
إننا نتطلع إلى أن تمكننا هذه الدورة الرابعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، من تفعيل الالتزام العالمي بشأن هذه الإشكالية.
لذا، فإن تجديد التزاماتنا لم يعد كافياً، بل صار لزاماً علينا أن نقرنها بتدابير عملية وجريئة، لاسيما من خلال تعبئة متجددة لدعم الدول النامية، بنقل التكنولوجيا والوفاء بالتزامات التمويل.
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
إن المملكة المغربية تضع القضايا البيئية والتحديات المناخية ضمن أولويات سياساتها الوطنية.
فهي منخرطة في مكافحة تغير المناخ، وفق منهجية تشاركية ومسؤولة، تتجسد في مستوى الطموح، المتمثل في حصة المساهمة المحددة وطنيا لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والمخطط الوطني للتكيف مع آثار التغير المناخي، والبرنامج الوطني للطاقات المتجددة.
كما واصلت المملكة المغربية، بصفتها رئيسة للدورة 22 لهذا المؤتمر، تعزيز الدينامية التي انطلقت عقب إبرام اتفاق باريس، حيث عملت على سبيل المثال لا الحصر، على تفعيل "نداء مراكش للعمل من أجل المناخ والتنمية المستدامة" و"شراكة مراكش للعمل من أجل المناخ"، كفضاء لتحفيز العمل المناخي في جميع أنحاء العالم.
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،
إن قارتنا الإفريقية تعاني بحدة من الآثار السلبية للتغيرات المناخية؛ والحال أن لا مسؤولية لها في هذه الوضعية غير المنصفة.
ومع ذلك، فإن إفريقيا لا تحظى بالدعم والمؤازرة من لدُن الشركاء والمانحين الدوليين.
وفي إطار التزامها بدعم القضايا الإفريقية، تواصل المملكة المغربية مواكبة مسلسل تفعيل لجان المناخ الثلاثة، المنبثقة عن قمة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، المنعقدة على هامش الدورة 22 لمؤتمر المناخ، والتي تهم حوض الكونغو، ومنطقة الساحل والدول الجزرية.
إن جسامة التحديات تلزمنا اليوم بتحرك جماعي من أجل تعزيز أسس التضامن بين الدول، وتفعيل الانتقال إلى نموذج اقتصادي كفيل بتحقيق تنمية مستدامة على جميع المستويات.
لذا، فإن أملنا كل الأمل أن حماس المجموعة الدولية، وإن عرف بعض الفتور مؤخرا، سيجد طريقه نحو دينامية متجددة ومستدامة، في مواجهة تحديات التغيرات المناخية.
وإن المملكة المغربية، ستبقى كما كانت على الدوام، معبأة في هذا الإطار بكل عزم وإيمان، وطنيا وقاريا ودوليا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".