ورفع اليوم العالمي للرياضة ،والوضعية هاته، شعار "التضامن"، كتعزيز لدور الرياضة وإبراز للقيم الإنسانية النبيلة التي تتجلى في تخفيف المعاناة في المناطق التي تعاني من الصراعات والحروب والأوبئة والتكافل لتجاوز المحن إلى جانب دورها في تعزيز السلام والتنمية وقيم الصداقة والاحترام والتفاهم المتبادل.
ولعل من أوجه هذا التضامن، المبادرات التي عرفها الوسط الرياضي، في المغرب كما خارجه، من خلال حملات التبرع والتكافل لمساعدة المتضررين جراء تفشي هذا الوباء وتنازل اللاعبين والمدربين عن قسط من أجورهم أو كلها، وتحويل أندية ملاعبها إلى مستشفيات ميدانية وفنادقها إلى مقرات لإيواء الأطقم الصحية.
فلطالما اكتست الرياضة أهمية كبيرة كأداة عالية التأثير في الجهود الإنسانية والإنمائية وبناء السلام في جميع المناطق النامية في العالم، إذ تعتمد في الأنشطة المرتبطة بالمساعدة الإنسانية الطارئة قصيرة المدى، وفي مشاريع التنمية طويلة الأجل وإعادة إدماج الأطفال والشباب المتأثرين بالعنف والحرب والأوبئة في المجتمع.
فالرياضة باتت بالنسبة للمجتمعات الحديثة ضرورة أساسية تهم على حد سواء الصحة والتربية والتماسك الاجتماعي والاقتصاد والدبلوماسية والحوار بين الثقافات، وليس مجرد ممارسة لنشاط بدني بغرض المتعة.
وتم اعتماد يوم سادس أبريل كيوم عالمي للرياضة، بناء على اقتراح من المملكة، ما يؤكد على دورها الطلائعي داخل المشهد الرياضي الدولي وانخراطها لصالح النهوض بالسلام والإنسانية والتنمية المستدامة على المستوى العالمي.
ففي يوم 22 ماي 2011 وأثناء المنتدى الدولي الثاني المنعقد بجنيف بحضور رئيس اللجنة الدولية الأولمبية البلجيكي جاك روغ، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، اقترح السيد كمال لحلو، مندوب المغرب الذي مثّل اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، تخليد يوم عالمي للرياضة لاستحضار قيمها النبيلة في خدمة التنمية والسلم.
ولقي هذا المقترح أصداء إيجابية وتجسد بالملموس يوم 23 غشت 2013، حين أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن سادس أبريل كيوم عالمي للرياضة في خدمة التنمية والسلم من أجل الاحتفاء بمساهمة الرياضة والنشاط البدني في التربية والتنمية البشرية واتباع أنماط عيش سليمة وبناء عالم سلمي.
ومنذ ذلك التاريخ، أضحى يوم 6 أبريل يوما عالميا للرياضة من أجل التنمية والسلام يحتفل به العالم بأسره، حيث أعاد هذا القرار الاعتبار للرياضة كعامل مهم في التنمية وناشر لقيم السلام والتسامح.
وفي هذا الصدد، قال السيد كمال لحلو، نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اليوم العالمي للرياضة يرمز إلى تعبئة عالم الرياضة من أجل القيم التي يحملها هذا النشاط ومن بينها التضامن.
وأضاف "اليوم، وفي مواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد والحجر الصحي العالمي، يكتسي اليوم العالمي للرياضة معنى آخر، حيث أظهر جميع الرياضيين تضامنهم في جميع البلدان".
وشدد على أن المعركة لمكافحة هذا الفيروس لا يمكن كسبها إلا كفريق، باعتبار أن الرياضة دائما ما تكون قصة فريق.
وقال السيد لحلو، عضو لجنة التسويق باللجنة الأولمبية الدولية، "في الواقع ، سوف تخضع الحركة الأولمبية، مثل بقية الأنشطة البشرية ، للتغيير، وهي مدعوة لمراجعة مبادئها الأساسية ولكن دون أن تفقد قيمها".
وقال إن "توماس باخ، الرئيس الحالي للجنة الأولمبية الدولية، الذي أثبت في عدة مناسبات أنه في انسجام وتناغم تام مع الاضطرابات التي يشهدها العالم، يبدو هو الرجل القادر اليوم على إعادة تشكيل المثل والقيم العليا للحركة الأولمبية التي نعتز بها جميعا".
وخلص كمال لحلو ، عضو اللجنة التنفيذية لجمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، إلى أن اليوم العالمي للرياضة من أجل التنمية والسلام هو مناسبة للتذكير، إن كان الأمر يحتاج إلى ذلك، بأن ممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان.
ويتزامن الاحتفال يوم السادس من أبريل ،كيوم عالمي للرياضة من أجل السلام والتنمية، مع ذكرى ميلاد الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا عام 1896.