وأوضح حمزة سعودي، كاتب هذا التقرير بعنوان "كوفيد-19: أية تداعيات على البلدان النامية؟"، أن هذه البلدان غير قادرة على تحمل "الضغوط المتزايدة لفترات طويلة على أنظمتها الصحية"، الهشة بالأساس، والبدائية في بعض الحالات، مسجلا أنه من المهم للغاية بالنسبة لهذه البلدان، التي لم تتاثر على نحو كبير بعد هذه الجائحة، أن تتخذ تدابير عاجلة، بالإضافة إلى ضرورة تدخل ودعم إضافيين من المجتمع الدولي.
وبخصوص الاستقرار الماكرو-اقتصادي، أشار التقرير إلى أن اللجوء إلى العزل الصارم سيؤدي إلى توقف جزء كبير من النشاط الاقتصادي ومن ثم إلى انخفاض في المداخيل الضريبية، ما سيتسبب في توترات اجتماعية، الأمر الذي سيتطلب من حكومات مختلف الدول العمل في الوقت ذاته على حماية المقاولات الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر المشغل الأول في العديد من البلدان النامية، ودعم من هم أشد احتياجا.
وأضاف المصدر ذاته أن انخفاض الطلب العالمي، علاوة على تراجع أسعار المواد الخام وانهيار أسعار النفط، كلها أمور ستضغط أيضا على احتياطيات العملة الصعبة للعديد من الدول المعنية.
وتوقف التقرير كذلك عند عجز الدول النامية عن تحمل التوقف التام لاقتصاداتها أو حتى تباطؤ هذه الأخيرة على مدى فترة طويلة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ستكون له تداعيات سلبية للغاية على المديين المتوسط والطويل.
وبحسب التقرير، فإن تأثير هذا الوضع لا يقتصر على الاقتصاد، بل سيكون له تأثير أكبر وأخطر على الفقراء.
وفي هذا السياق، أشار السيد سعودي إلى أنه "بالنظر إلى عدم قدرة الأسر الفقيرة على الادخار في الفترات المواتية للدورة الاقتصادية، فإنها لن تكون قادرة على تحمل الحجر التام على مدى فترة طويلة دون أي دعم من الحكومات والطبقة الأكثر ثراء في بلادهم".
وأبرز الخبير أيضا تأثير هذه الجائحة على عالم غير مهيأ، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أنه على عكس الدول المتقدمة، التي تجد صعوبات كبيرة في التعامل مع هذه الأزمة على الرغم من إمكاناتها الكبيرة، ستكون أمام الدول النامية فرصة ضئيلة لمواجهة هذا الوباء، بل وإن بعض البلدان الفقيرة "لن تكون لديها أي فرصة أو حتى أي قدرة على مواجهة انتشار واسع النطاق لفيروس كورونا على أراضيها".
وسجل التقرير أن استراتيجية العزل التام تبقى غير كافية، ولا تسمح للبلدان النامية بأن تدعم، في الوقت ذاته، المقاولات والأسر المعوزة التي يفقد أفرادها مناصب شغلهم.
وذكر سعودي، في هذا الصدد، الإجراءات التي يتعين القيام بها على المستوى الدولي وتدابير الدعم الطارئ للبلدان النامية التي لا يمكنها تحمل فترة طويلة من العزل، بالنظر إلى الأثر الذي سيترتب على ذلك من الناحيتين الاقتصادية والمالية.
وفي هذا الإطار، دعا الخبير المجتمع الدولي إلى تقديم دعم ومساندة طارئة لدول القارة الإفريقية، وكذلك إلى التنسيق من قبل الحكومات لمواجهة كارثة إنسانية محتملة على المستوى البلدان النامية.