وضمن هذا التوجه تشتغل طواقم الجامعة، التي تضم مسؤولين وأساتذة باحثين وموظفين إداريين وأطرا تقنية، كخلية نحل حتى خارج الأوقات العادية، من أجل تمكين الطلبة من التكوين اللازم، ومن التعلم عن بعد.
وينضاف لكل ذلك، انكباب الباحثين على أعمال خاصة بالبحث العلمي، ضمن نطاق المجالات ذات الصلة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
مبادرات وتدابير تتعدد بتنوع مجالات التكوين تقوم بها هذه المؤسسة وفق خطة مدروسة ومحددة، وهو ما تؤكده رئيسة هذه الجامعة السيدة خديجة الصافي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث أبرزت أن جامعة الحسن الأول قامت بتفعيل مجموعة من التدابير الإجرائية لضمان التعليم عن بعد لفائدة طلبة المؤسسات التابعة لها، وذلك عبر تعميم ولوج جميع الطلبة إلى المنصة المخصصة لهذا الغرض من خلال تطبيق "مودل" (Moodle.uh1.ac.ma).
وأضافت أنه تم اتخاذ هذه التدابير، مباشرة بعد قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتعليق الدراسة حضوريا بجميع الأقسام والفصول بمختلف المؤسسات الجامعية للحد من تداعيات انتشار هذه الجائحة .
ومن أجل ضمان الانتقال السلس والفعال من التدريس الحضوري إلى التدريس عن بعد، تردف السيدة الصافي، أحدثت رئاسة الجامعة لجنة تقنية، تضم 12 أستاذا وإطارا تقنيا، مشيرة إلى أنه تم وضع رزنامة زمنية محددة لاجتماعات الأطر التقنية المتخصصة والطواقم الإدارية لتشغيل منصة "مودل".
وحسب رئيسة الجامعة، فإنه في ظرف أسبوع (ما بين 16 و23 مارس الماضي)، تمكنت اللجنة التقنية من إجراء التعديلات اللازمة، التي مكنت من تثبيت وإعداد المنصة، وتكوين تقنيين على مستوى المؤسسات لتتبع عملية المرور من التدريس الحضوري إلى التدريس عن بعد، وعددهم ثمانية .
وفي السياق ذاته، أشارت إلى إحداث حسابات لكل المستعملين (42 ألف و681 للطالب، و407 أستاذا)، وتنزيل الدروس الخاصة بكل المؤسسات التابعة للجامعة، والقيام بحملة تواصلية وتحسيسية لفائدة الطلبة عبر عناوينهم الإلكترونية.
واستطردت، أنه وإلى حدود اليوم، وصل عدد الدروس التي تم تنزيلها على منصة "مودل" إلى 697 درسا، من بينها 322 درسا مدعما بمجموعة من الموارد الرقمية، والتي وصل مجموعها إلى 1332 موردا، بالإضافة إلى 345 درسا تم تحميلها على منصات رقمية أخرى.
وبالإضافة إلى الدروس والموارد، تضيف الصافي، أحدثت جامعة الحسن الأول، ضمن منصة "مودل"، منتدى للنقاش تؤطره يوميا لجنة مكونة من أساتذة وأطر تقنية، تهتم بالاستماع للطلبة والتفاعل معهم، وتقديم أجوبة واضحة ودقيقة لتساؤلاتهم، مع العمل على إيجاد الحلول الاستباقية للأعطاب المحتمل وقوعها.
ومن جهة أخرى، أوضحت رئيسة الجامعة أن هذه الأخيرة تقوم، وبتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بتصوير مجموعة من المحاضرات التي يتم بثها عبر القناة الرياضية، علاوة على تسجيل سلسلة من الدروس يتم بثها يوميا (من يوم الاثنين إلى السبت) عبر إذاعة الدار البيضاء الجهوية، لفائدة طلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات.
كما تقوم الجامعة بوضع محاضرات مصورة على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى اقتراحها دروسا للتحميل، يمكن الاطلاع عليها في أي وقت.
وأكدت رئيسة جامعة الحسن الأول أن الجهود المبذولة من طرف الأساتذة والأطر التقنية والطواقم الإدارية، والتفاعل الإيجابي لمختلف مكونات الجامعة، مكن الطالبات والطلبة من المرور من التدريس الحضوري إلى التدريس عن بعد "بطريقة سريعة وسلسة وفعالة"، كما عبر عن ذلك مجموعة من الطلبة من خلال الرسائل التي توصلت بها الجامعة.
وتضم جامعة الحسن الأول بسطات، التي رأت النور عام 1997، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وكلية العلوم والتقنيات، والمدرسة الوطنية للتجارة والتسير.