وإذا كان الأطباء والممرضون والتقنيون وعمال النظافة بالرشيدية بحكم الوضعية الحالية في هذا الموقف الاستثنائي، فإن معركتهم اليومية ضد كوفيد-19 أجبرتهم على اتخاذ تدابير استثنائية واعتماد إجراءات عمل لم تكن مطلوبة في الحالات العادية.
وتم فرض هذه التدابير، على الخصوص، بسبب الدرجة العالية للعدوى بفيروس كورونا المستجد، بغية رعاية مرضى كوفيد-19 في أفضل الظروف الممكنة، وكذا تجنب إصابة الطاقم الطبي وشبه الطبي بهذا الفيروس.
واضطرت الأطر الطبية وشبه الطبية إلى التكيف مع هذا الوضع الوبائي غير المسبوق من أجل مواجهة التحديات التي تمثلها جائحة كورونا المستجد، المرتبطة ليس فقط بالتكفل الطبي بالمرضى، بل أيضا بالإجهاد الناجم عن التصدي لفيروس لم تتم السيطرة عليه بعد.
وهكذا تمت تعبئة هؤلاء العاملين بالمركز الاستشفائي وتكوينهم حول طرق التكفل بحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك في إطار الإجراءات التي اعتمدتها المديرية الجهوية للصحة.
وفي هذا الصدد، أكد السيد محمد زيزي، الطبيب العضو في وحدة تنسيق كوفيد-19 بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، أن جميع المتدخلين، وضمنهم المسؤولون بالمديرية الجهوية للصحة بدرعة تافيلالت، والسلطات المحلية والإقليمية والعديد من الفاعلين الآخرين، يبذلون مجهودات كبرى لتزويد الطاقم الطبي وشبه الطبي بالوسائل اللازمة لرعاية المرضى، ولتلبية احتياجاتهم المختلفة.
وأوضح السيد زيزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جميع الغرف المخصصة لمرضى كوفيد-19 بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية تتوفر على تجهيزات حديثة وضرورية لرعاية مثل هذه الحالات، مضيفا أنه تمت تهيئة مصلحة الإنعاش لاستقبال المرضى الذين سيتم علاجهم في هذه الوحدة.
وأضاف أنه تمت تهيئة وتجهيز قاعات أخرى بالمركز الاستشفائي لاستقبال مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب العلاج في تخصصات أخرى، لا سيما مرض السكري وأمراض القلب وطب الأطفال وأمراض الكلى، وكذا النساء الحوامل.
وقال السيد زيزي "إننا معبأون بشكل كامل و منذ بداية هذا الوباء وفي جميع الأوقات لرعاية المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا المستجد، وكذا الأمراض الأخرى".
وذكر أنه يتم عقد اجتماعات دورية تضم أعضاء الطاقم الطبي والممرضيين والتقنيين، وذلك منذ تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد على مستوى الجهة، والهدف هو التحسين المستمر لظروف العلاج والتكفل بالمرضى.
وأبرز التنسيق المستمر بين جميع المتدخلين، خاصة الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة والنظافة، من أجل العمل بشكل منظم وفعال ضد فيروس كورونا المستجد.
من جهته، قال السيد مصطفى الغيوان، الممرض الرئيسي بمصلحة كوفيد-19 بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، إن المهمة الأساسية للعاملين في التمريض تكمن في تجهيز وحدات عزل مرضى كوفيد-19 بجميع المعدات والوسائل الضرورية.
وأضاف أن الممرضين بمصلحة كوفيد-19، الذين يؤمنون مهمة التنسيق مع الأطباء وتقنيي الصحة والنظافة، يتدخلون ضمن مجموع تدابير رعاية المرضى، وذلك منذ دخولهم إلى غاية مغادرتهم للمستشفى بعد الشفاء.
وأشار السيد الغيوان إلى أن فريق التمريض يحاول التقليل من الدخول لزيارة المرضى الخاضعين للعزل لتجنب العدوى.
من جانبه، ذكر السيد محمد بنعبو، وهو من تقنيي الصحة بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف، أن مهامه الأساسية تتمثل في الحد، في إطار الممكن، من خطر إصابة الأطر الطبية وشبه الطبية بالعدوى.
وأضاف السيد بنعبو "نقوم بعمليات تطهير يومية لمختلف منشآت مصلحة كوفيد-19، بما في ذلك أبواب الدخول وممرات المرضى وكذلك سيارات الإسعاف".
وأوضح أن عمل فرق تقنيي الصحة والنظافة بالمندوبية الإقليمية للصحة بالرشيدية يندرج أيضا في إطار عمليات التعقيم والتطهير التي تتم في الإدارات والأماكن العامة على مستوى الإقليم.
وتظهر جميع الأطر الطبية وشبه الطبية والتقنيين في إقليم الرشيدية مشاركة جادة ومسؤولة في الجهود المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى التفاعل الإيجابي مع التوجيهات والتدابير التي اتخذتها وزارة الصحة والسلطات المختصة.