حسناء عضوة في مجموعة تعنى بالقراءة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وهي أيضا واحدة ممن دفعهن ودفعهم الحجر الصحي المفروض في المغرب، - على غرار دول أخرى – تجنبا لتفشي فيروس كورونا المستجد، إلى البحث بين أوراق الكتب عن ملاذ من عالم يبدو كأنما يتداعى أو تتداعى كثير من مسلماته وأحكامه.
أمام الوضع الجديد والمختلف عما يبشر به روسلينغ من "أن العالم يوجد في وضع أفضل مما نظن"، وضعت حسناء كتابه "الإلمام بالحقيقة" جانبا وفسحت المجال لاختيارات أخرى ترفع بها معنوياتها في هذا الظرف الخاص.
"قرأت "جنتلمان في موسكو" (للروائي الأمريكي أمور تاولز) وهو مناسب جدا لهذه الفترة إذ ان بطله كان محتجزا، ومنه انتقلت الى رواية "سارقة الكتب" (للروائي ماركس زوساك) حيث غصت ُ في عوالم الحرب العالمية الثانية والهولوكوست"، تقول حسناء في تعليق جوابا على سؤال طرحته وكالة المغرب العربي للأنباء بالمجموعة، مؤكدة أن هذه القراءات رفعت من معنوياتها "فالوباء لا شيء أمام أهوال حدث بحجم حرب عالمية".
أما محسن الخنشوفي، العضو بمجموعة القراء ذاتها، فيستغرق في كل ما "يلفت نظره" ما يجعله يراكم حصيلة متنوعة من القراءات . ويوضح بهذا الخصوص، في تعليق مماثل، كيف أنه بدأ ب"الجريمة والعقاب" (لفيودور دوستيوفيسكي) و"ظل الريح" (لكارلوس زافون) مرورا بكتب أخرى من مثل "التربة الحمراء" (للكاتب مروان محمد) وكتب دينية من قبيل "لأنك الله"، و كتاب السيرة النبوية الشريفة "الرحيق المختوم" ".
في الاتجاه نفسه، تؤكد كنزة، في تعليقها على سؤال الوكالة، أن إقبالها "زاد على القراءة في ظل حالة الطوارئ"، مبرزة أنها تحاول أن تقرأ "من كل فن طرب".
ومن خارج فضاء فايسبوك، تقول شيماء بيبس، الطالبة بالسنة الأولى شعبة العلاقات الدولية بجامعة الأخوين، إنها تحاول استثمار هذا الظرف بأكبر قدر ممكن في العلم والتحصيل لتخرج منه بأكبر عائد فكري متاح.
وتضيف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها تخصص هذه الفترة لقراءة كتب تندرج في مجال النقد الأدبي لكونها ستدرسه مستقبلا في إطار مواد الثقافة العامة التي تدرسها إلى جانب مواد الاختصاص.
ومن هذه الكتب النقدية، التي تذكرها شيماء تباعا في تصريحها، "أسس النقد الادبي عند العرب" لأحمد أحمد بدوي و"الغربال" لميخائيل نعيمة، و"الذات في السرد الروائي العربي" لمحمد برادة، و"تمثيلات الآخر..صورة السود في المتخيل العربي الوسيط" لنادر كاظم.
وليد بناصر، التلميذ في سلك الاعدادي المنحدر من مدينة كلميم، يضيف إلى قراءاته في الأدب والرواية "مقالات علمية متخصصة في علوم الفضاء و الفيزياء" تجعله يسرح في الاحتمالات التي تفتحها والعوالم الموازية التي تفترض إمكان وجودها.
ويقول، في تصريح مماثل لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا لا يعني أنه لا يقبل على قراءة الروايات، إذ يقرأها أيضا ويغوص عبرها في أحداث وتفاصيل حيوات مختلفة عن واقع الحياة في ظل الوباء.