وأكد المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة كلميم واد نون محمد حمو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه واعتبارا للظروف الاستثنائية للمغرب هذه السنة، والمرتبطة أساسا بتداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، وامتثالا لتدابير الحجر الصحي، فقد تقرر إحياء هذا الموعد الثقافي بطريقة غير مادية، اعتمادا على خدمات وسائل التواصل الافتراضي والمنصات الرقمية.
وأوضح أن المحافظة حرصت على أن تتقاسم افتراضيا مواضيع تراثية متنوعة عبر نشر مجموعة من المواضيع تهم التراث الأثري بالجهة وبطاقات تعريفية وصور لمجموعة من المآثر الاستثنائية بالجهة لاسيما منها التراث المعماري المبني بالتراب الذي تزخر به الجهة كالقصبات والقصور والقلاع والمخازن الجماعية.
وقال السيد حمو إنه تمت برمجة عدة لقاءات يتم تقاسمها بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عبر التسجيل مع الجمهور عبر صفحة المحافظة الرسمية تهم بالخصوص تيمات المحافظة على التراث وآلياته وطرق تثمينه ورد الاعتبار له ليكون ركيزة من ركائز التنمية بالجهة
وأبرز أن هذه المواضيع لاقت تفاعلا كبيرا حتى من قبل الأجانب الذي تفاعلوا مع المواضيع التي تم نشرها، لحد الآن، لاسيما المخازن الجماعية ، إذ عبروا عن إعجابهم بطرق بنائها وتشييدها، معربين عن رغبتهم في تعميق معرفتهم بهذا النوع من المآثر وطرق الاستقبال بها.
وتراوحت المواضيع التي تقاسمتها المحافظة مع الجمهور العريض عبر صفحتها على "معالم ما قبل التاريخ" و "ومعالم إسلامية" و "مناظر طبيعية وثقافية" و "تراث مشترك".
كما سلطت الضوء على مواضيع النقوش الصخرية لا سيما بجماعة بوطروش بإقليم سيدي افني، ومعلمة تيكمي أوكليد (دار السلطان) بجماعة تغجيجت ، والمقابر والمدافن القديمة، و"قشلة إندجا" بجماعة بسيدي افني باعتباره صرحا معماريا يختزل هندسة التحصينات العسكرية الفرنسية بالجنوب المغربي، وأكادير "اكولاي" بجماعة أمتضي (إقليم كلميم)، وقصر آسا الذي يعود تأسيسه إلى آلاف السنين من الزمن الحجري سواء فيما يخص تعميره، وكذا ما يخص منشآته العمرانية الاجتماعية والدينية والسياسية.
وكانت وزارة الثقافة والشباب والرياضة (قطاع الثقافة) قد أكدت أن هذه المبادرة الاستثنائية الأولى من نوعها تدخل ضمن الجهود المبذولة لضمان فهم واسع ومستنير لعناصر التراث الوطني وتستجيب لحاجة تحسين الوصول إلى المعلومة وتوثيق التراث المغربي، فضلا عن التفاعل الإيجابي المفيد مع ظرف الحجر الصحي.