ويندرج إحداث هذه الأكاديمية ، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبدعم من منظمات دولية كمركز محاربة الأمراض والوقاية منها بأتلانتا ومنظمة الصحة العالمية ، في إطار التوجهات الاستراتيجية لوزارة الصحة التي تهدف إلى توفير تكوينات ملائمة تستجيب لاحتياجات المهنيين في مجال الصحة وذلك في مختلف مناطق المملكة.
وتعد هذه المنصة التي تستخدم أحدث المعايير الدولية في مجال التكوين عن بعد بالاعتماد على التكنولوجيا والبرامج المعلوماتية المتطورة، ثمرة مشروع استمر لأكثر من ثلاث سنوات، ابتدأ بتكوين جميع أساتذة وأطر المؤسسة وتنظيم عدة ورشات عمل، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية الرائدة في المجال.
ويأتي تدشين هذه الأكاديمية الذي يندرج في إطار برنامج تطوير المدرسة الوطنية للصحة العمومية، تتويجا للجهود المستمرة للمؤسسة في مجال التكوين عن بعد والتي مكنت خلال الثلاث سنوات الأخيرة من تكوين حوالي 5 آلاف مشاركا ينتمون إلى ال12 جهة في المملكة، وذلك بالإضافة إلى أزيد من مائة مستفيد من الدول الإفريقية الأخرى.
وتجسد الأكاديمية الافتراضية في الصحة طموح المدرسة الوطنية للصحة العمومية من أجل جعل المؤسسة خلال الشهور القادمة منصة قارية لتشارك وتقاسم الخبرات والمعارف في مجال الصحة، وذلك في انسجام مع السياسة الحالية للمملكة الهادفة الى تنمية التعاون جنوبــجنوب.
وقال مدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية عبد المنعم بلعالية ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن هذه المنصة تنسجم مع التوجهات الاستراتيجية لوزارة الصحة في مجال التكوين، من خلال تمكين ولوج أكبر عدد من مهنيي الصحة في جميع أنحاء المملكة، ومواجهة الإكراهات المرتبطة بالتنقل وبالكلفة اللوجستيكية المهمة المرتبطة بالتكوين الكلاسيكي.
وأضاف أن الأمر تطلب ثلاث سنوات من الاشتغال لإحداث هذه المنصة، موضحا أن المدرسة وقعت في مرحلة أولى اتفاقيات مع مدارس عمومية للصحة رائدة في المجال، قبل أن تشرع في تكوين كافة أساتذة المدرسة لمدة خمسة أشهر في مجال التكنولوجيا وتقنيات التكوين عن بعد.
وسجل أنه تم بعد ذلك إجراء دراسة وطنية لقياس وتقييم جاهزية مهنيي الصحة لاستخدام التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في التكوين، ثم تعزز هذا بمركز للتعليم عن بعد بتقنيات وبرامج معلوماتية تتيح توفير تكوين عن بعد يستجيب للمعايير الدولية في هذا المجال.
وبعد أن سجل أن تجربة التكوين عن بعد تتواصل في السياق الراهن، عبر توفير تكوينات للمشاركين والطلبة بجميع أنحاء المملكة، أكد السيد بلعالية أن الهدف يتمثل في تركيز تجربة المدرسة الوطنية للصحة العمومية لرفع عدد المشاركين المغاربة وتوفير مزيد من التكوينات لفائدة الشركاء الأفارقة.