وسلطت الندوة، التي نظمتها جمعية مسيري ومكوني الموارد البشرية، أمس الأربعاء، بشراكة مع مجموعة "إل إم إس"، حول موضوع "هل استقر النموذج الجديد للعمل عن بعد بشكل مستدام؟"، الضوء على هذا النمط الجديد للعمل، وآفاق اعتماده على المديين القصير والمتوسط.
وأبرز رئيس مجموعة "إل إم إس"، حميد العثماني، أن العمل عن بعد يعد موضوعا عميقا يتطلب شروط مسبقة ويقتضي إرساء قواعد الاشتغال، معتبرا أن هذا النمط من العمل سيمكن من بروز ثلاثة فاعلين على الأقل.
ويتعلق الأمر، في مقام أول، بمديريتي الموارد البشرية والأنظمة المعلومياتية، إذ من المهم تنسيق العمل بشكل مشترك بين المديريتين بشأن سلامة الولوج، بغية تمكين المقاولة من التتبع الكامل في احترام كلي للتشريع. كما يتعين، حسب المسؤول، السهر على احترام المعطيات الشخصية والمهنية الحساسة.
ويتمثل الفاعل الثاني في ثنائية مديرية الموارد البشرية والمديرية العامة، بهدف العمل على تحقيق الإنجاز و، وخصوصا تحسين المناخ الاجتماعي، موضحا أن الأمر يتعلق بنموذج جديد للاشتغال.
وبخصوص الفاعل الثالث، تطرق المسؤول إلى إحداث وظيفة "مسؤول العمل عن بعد" داخل كل مقاولة، مسجلا أن الأمر يتعلق بمهمة حيوية تتطلب تعدد الكفاءات في المجال الاجتماعي والنفسي والقانوني والتدبيري.
من جهته، اعتبر الكاتب العام لقطاع إصلاح الإدارة بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أحمد لعمومري، أن استئناف العمل يتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين، خاصة السلطات العمومية والفاعلين الاقتصاديين.
ولاحظ أن الاضطراب الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجد مكن من تسريع التحول الرقمي للإدارة، كما شكل فرصة ملائمة للتفكير بشأن طرق ومقاربات واستراتيجيات جديدة، مضيفا أن الجائحة أظهرت ارتباطا ملحوظا للمواطنين والمرتفقين بالخدمات الرقمية.
وأشار إلى أنه وبعد إحداث مكتب الضبط الرقمي، فإن القطاع يسهر على تطوير، بتعاون مع وكالة التنمية الرقمية، سجل رقمي يتيح إمكانية التوقيع الرقمي. وأضاف "نأمل في التوفر على قانون يواكب هذا التحول الرقمي".
وبرأي رئيس اللجنة الاجتماعية للاتحاد العام لمقاولات المغرب ومدير الموارد البشرية بشركة شمال إفريقيا للتعبئة "نورث أفريكا بوتلينغ"، هشام زوانات، فإن العمل عن بعد يتطلب "الكثير من التأطير"، موضحا أن قياس جودة العمل من خلال الإنجاز وفق الأهداف المحددة يعد السبيل الأفضل للتأطير.
أما مسؤولة الموارد البشرية لدى فاعل في مجال الهواتف النقالة، زكية حجاجي، فقد أبرزت من جهتها أن العمل عن بعد يساهم بشكل قوي في تسريع مسارات المهن، خاصة بالنسبة للنساء اللائي يجبرن على توقيف مسارهن المهني لأسباب أسرية.
وشددت، من جانب آخر، على أهمية الولوج الآمن إلى المعطيات الشخصية والمهنية وحمايتها، وتدبير المواهب ومواكبة الموظفين من أجل إنجاح أي عملية للعمل عن بعد.