فقد أجرت ألمانيا تعديلا على برنامجها لرئاسة المجلس الاوروبي عما كان مخططا من قبل، حيث ستركز على التعافي الاقتصادي من تداعيات أزمة كورونا الى جانب اهتمامها بالعلاقات مع بريطانيا عقب البريكست، وحماية المناخ ونظام اللجوء الأوروبي.
واختارت ألمانيا لشعار رئاستها ما يسمى بـ"شريط موبيوس"، وهو عبارة عن سطح له حافة واحدة وجانب واحد فقط وهو ما يرمز إلى الوحدة والترابط.
وحسب الحكومة الألمانية، فان الرئاسة الألمانية للمجلس الأوروبي ستتمحور حول التوصل إلى تسويات وحلول لمواجهة تحديات جائحة كورونا على نحو مشترك وهادف للمستقبل.
وأقرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي ستسير "بشكل مختلف عما كنا خططنا له" بسبب جائحة كوفيد-19.
وقالت في إحدى تصريحاتها الاسبوعية عبر الانترنت ،"من الواضح أن مسألة التغلب على الجائحة وتبعاتها ستهيمن"، مشيرة إلى أن مشكلة الفيروس ستطغى على مناحي الحياة في أوروبا طالما لا يوجد لقاح ضده.
وأضافت ميركل أن ألمانيا ستروج لفكرة وجود نظام أوروبي فعال للرعاية الصحية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إضافة لفرض ضريبة على التحويلات المالية ووضع حد أدنى لمعدلات الضرائب ونظام مشترك للحد من الانبعاثات الضارة الصادرة من السفن والطائرات.
وأشارت إلى أن هناك سؤالا مطروحا يتعلق بكيفية بناء "نظام صحي أوروبي كفء في جميع الدول الأعضاء"، مشيرة إلى قضايا أخرى مثل ضريبة المعاملات المالية والحد الأدنى للضرائب والتجارة المشتركة والنقل الجوي والنقل البحري.
غير أنها بددت المخاوف من تهميش قضايا المناخ قائلة "إنها ستكون على جدول الأعمال، مثل قضايا الصحة"، مضيفة "نفكر في المستقبل وهذا يعني قضايا المناخ وقضايا البيئة".
ونوهت المستشارة الألمانية إلى أن هذه القضايا ستناقش "حتى يكون لدينا في نهاية الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي المزيد من الوحدة الأوروبية وحتى تكون أوروبا أحسن تأقلما مع القرن الحادي والعشرين مما هي عليه الآن".
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن مهمة الرئاسة الألمانية "ستكون هي إخراج أوروبا من الأزمة... سنقبل هذه القيادة وسيكون لدينا جبل ضخم من الأعمال في كافة أبعاد الاتحاد على طاولتنا: تحفيز الاقتصاد وتعزيز التماسك الداخلي والتصرف على نحو موحد في الشؤون الخارجية".
ووضع رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي توقعات كبيرة على رئاسة ألمانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي، قائلا عقب مؤتمر أخير عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية إن محور اهتمام الرئاسة الألمانية للاتحاد سيكون إعادة الإعمار عقب أزمة كورونا، مضيفا "نحن على قناعة بأن هذا هو الوقت المناسب لتدعيم اتحادنا"، وناشد كافة الأطراف في الاتحاد الأوروبي التصرف بمسؤولية.
وحسب الخارجية الألمانية، فان الأمر يتعلق بإرساء الأساس لعالم ما بعد فيروس كورونا ، مع تعزيز أوروبا وإظهار التضامن في التدبير العاجل للأزمة ، وفي خطة الإنعاش الاقتصادي وفي البحث عن لقاح في متناول الجميع ، واستعادة نشاط السوق الداخلية الأوروبية وحرية التنقل.
وفي إطار التعزيز التضامن الاوروبي، تندرج المبادرة الألمانية الفرنسية التي أعلنت عنها ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإنشاء صندوق للتعافي الاقتصادي بقيمة 500 مليار يورو لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
وتنص المبادرة على أن تقوم المفوضية الأوروبية بجمع الأموال كقروض في سوق رأس المال ويتم توزيعها كمنح من خلال ميزانية الاتحاد الأوروبي.
ويمكن للدول الأكثر تضررا مثل إيطاليا وإسبانيا وكذلك القطاعات التجارية المتضررة، الحصول على المنح، غير أنه للقيام بذلك يجب أن توافق كل الدول الأعضاء في الاتحاد.
وستقوم ألمانيا بتشكيل ما يسمى برئاسة ثلاثية للاتحاد الأوروبي مع سلوفينيا والبرتغال وذلك اعتبارا من فاتح يوليوز المقبل.
وفي هذا الصدد، اتفق وزير الخارجية الألماني مع نظيره السلوفيني على أنه يتعين على الرئاسة الثلاثية في ضوء أزمة كورونا أن تتكيف بشكل كبير وأن تولي المزيد من الأولوية لمواجهة أزمة كورونا وتحسين إدارة الأزمات وتعزيز الانتعاش الاقتصادي في التكتل الاوروبي.