ووقع على الاتفاق السيدة زهور العلوي، سفيرة المغرب في ألمانيا، والسيد غيرد مولر، وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني، بحضور وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، ووزيرة البيئة سفينيا شولتس، ووزيرة التعليم والبحث العلمي أنيا كارلتشيك، وكاتب الدولة في وزارة النقل والبنية التحتية الرقمية شتيفر بيلغر.
ويروم الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزارة الطاقة والمعادن والبيئة ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ووضع مشاريع للأبحاث والاستثمارات في استعمال هذه المادة التي تعد مصدرا للطاقة الإيكولوجية.
وسبق الإعلان عن مشروعين أولين في إعلان النوايا سيتم تنفيذهما في إطار التعاون الاقتصادي بين المغرب وألمانيا.
ويتعلق الأمر بمشروع مرجعي "باور تو إكس" لإنتاج الهيدروجين الأخضر على الصعيد الصناعي، والذي اقترحته الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، ومشروع وضع منصة للأبحاث حول "باور تو إكس"، ونقل المعارف وتعزيز القدرات الراهنة بشراكة مع المعهد المغربي للأبحاث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
وبهذه المناسبة، أكدت السيدة زهور العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذا الاتفاق بالنسبة للمغرب الذي بات يحظى بفضل التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالثقة والمصداقية في مجال الطاقات المتجددة، بما فيها الشمسية والريحية والمائية.
وأضافت أن هذا التوقيع يشهد على العلاقات الممتازة بين البلدين، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي، مشيرة إلى أن الدليل على ذلك كون المغرب أول بلد توقع معه ألمانيا مثل هذا الاتفاق مباشرة بعد تقديم الاستراتيجية الوطنية الألمانية حول الهيدروجين.
وأشارت إلى أن هذا الاتفاق يعكس الإرادة الراسخة للبلدين المنخرطين على درب تنمية الطاقات المتجددة، ويبين التزامهما من أجل تنمية اقتصادية مستدامة، والتي تجعل من الحفاظ على الكرة الأرضية أولوية مطلقة.
واعتبرت السيدة العلوي أنه في ظل هذه الدينامية، فإن تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر واعد للغاية، قائلة "لدينا ثقة كاملة في أن الاتفاق الموقع مع ألمانيا متين وسيسفر عن إنجازات ملموسة".
وأكدت أنه من خلال التوقيع على هذا الاتفاق، سيكون بوسع المغرب بناء أول مصنع صناعي للهيدروجين الأخضر في إفريقيا.
من جانبه، قال السيد مولر في تصريح مماثل، إن هذا الاتفاق من شأنه الإسهام في التنمية الاقتصادية للمغرب، مشيرا إلى المخطط الأخضر للمغرب الذي يتضمن مشاريع كبرى، مما جعل المملكة تحتل المرتبة الأولى في هذا المجال على الصعيد الإفريقي.
وأضاف أنه في إطار التعاون بين البلدين، هناك اهتمام بالهيدروجين وأيضا بالميثانول، الذي سيشكل المرحلة المقبلة في إطار التعاون مع المملكة.
يذكر أن المغرب وألمانيا تربطهما شراكة طاقية منذ 2012، حيث يشكل قطاع الطاقات المتجددة محركا للتعاون الاقتصادي الثنائي.
وقد مكنت هذه الأرضية للحوار المؤسساتي حول الطاقة من تبادل مثمر للممارسات الفضلى والخبرات بين البلدين.
وتشكل المشاريع المتضمنة في إعلان النوايا الموقع اليوم تتويجا لسلسلة من مشاريع التعاون الطاقية، من بينها البرنامج المغربي الهام للطاقة الشمسية.
وقبل ذلك، قدم وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير "الاستراتيجية الوطنية الألمانية حول الهيدروجين"، والتي تقدر كلفتها بـ 7 ملايير يورو، إلى جانب تخصيص مليارين للتعاون مع الشركاء الدوليين.
وتروم هذه الاستراتيجية تحسين الشروط الإطارية لإنتاج الهيدروجين واستخدامه، وبناء هياكل الإمداد الضرورية والمضي قدما في البحث العلمي والابتكارات أيضا.
وبحسب وزارة الاقتصاد، فإن الهدف من عملية إنتاج هيدروجين "أخضر" يتمثل في الحد من تكاليف التصنيع العالية حتى الآن.