وتضمنت توصيات الاجتماع، المنظم عبر تقنية التواصل عن بعد لتدارس موضوع "تأثير جائحة كوفيد19 على الأمن الغذائي بالمنطقتين الإفريقية والعربية"، بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ضرورة تعزيز العمل المشترك بين الحكومات والبرلمانات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، في إطار منظومة من الجهود المنسجمة والمنسقة للتعاطي مع موضوع الأمن الغذائي كمدخل استراتيجي وأساسي لمعالجة تداعيات الجائحة وما سببته من تنام في نسب الهشاشة وخصوصا على مستوى المنطقتين الإفريقية والعربية.
وشملت التوصيات، التي تشكل العناصر الأساسية لبرنامج عمل الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي بإفريقيا والعالم العربي في ظل جائحة "كوفيد19"، كذلك، تقوية التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، خاصة من خلال توصياتها الرامية إلى التخفيف من مخاطر الجائحة على الأمن الغذائي واتخاذ إجراءات استباقية من أجل الحد من تأثيرها على الاقتصاد، ومعالجة آثار تفشي كوفيد 19 على تجارة الأغذية وسلاسل التوريد والأسواق من خلال اللوجستيات الفعالة.
كما دعا المشاركون في الاجتماع، إلى ضرورة العمل المشترك والتعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والعربية كحل أمثل لمواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كوفيد19 مع التنبيه الى تأثير النزاعات المسلحة وعدم الاستقرار في مضاعفة تداعيات الوباء.
وفي كلمة بمناسبة الاجتماع، أكد رئيس مجلس المستشارين، رئيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي بإفريقيا والعالم العربي، السيد حكيم بن شماش، أن الاجتماع يندرج ضمن مسعى تحقيق أهداف تأسيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، والمتمثلة في تعزيز تبادل المعلومات والخبرات والنقاش والحوار والتشاور حول القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية في المنطقتين.
وأضاف أن الاجتماع يندرج كذلك في إطار تفعيل وتقوية دور البرلمانيين في استكشاف سبل الترافع البرلماني المشترك لمجابهة ما فرضته جائحة "كوفيد19" على دول وشعوب المنطقتين الإفريقية والعربية وعلى المنتظم الدولي ككل، من رهانات وتحديات اقتصادية ومالية واجتماعية متعاظمة وجديدة، مؤكدا أن الشبكات البرلمانية للأمن الغذائي مدعوة إلى الرفع من درجة اليقظة والرصد والتعبئة وطرح الحلول والمبادرات للتصدي للتداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الجائحة وعلى رأسها قضايا الأمن الغذائي.
وتطرق السيد بن شماش إلى المؤشرات والمستجدات الأخيرة لتطور انتشار فيروس كورونا بالمملكة، مسلطا الضوء على الاستراتيجية المتكاملة والاستباقية التي اعتمدها المغرب بتعليمات وإشراف مباشر ومتواصل من صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مواجهة تفشي وباء كورونا وتداعياته، والتي أكدت فعاليتها من حيث الحد من التبعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية للوباء.
كما استعرض رئيس مجلس المستشارين المبادرة المولوية السامية التي قدمها جلالة الملك والرامية إلى إنشاء إطار عملي يهدف إلى مواكبة البلدان الإفريقية في المراحل المختلفة لمواجهة وباء كورونا، من خلال السماح بتبادل الخبرات والممارسات الفضلى لمعالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الوباء، معبرا عن تقديره واعتزازه العميق بمبادرة جلالته بتقديم مساعدات طبية من أجل مواكبة البلدان الافريقية الشقيقة في جهودها لمكافحة جائحة "كوفيد19" والتي تعكس فلسفة جلالته والتزامه الراسخ بالنهج التضامني مع الدول الإفريقية الشقيقة.
من جهته، قدم السيد أيمن عمر، كبير منسقي برامج منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، عرضا مفصلا حول تداعيات جائحة "كوفيد 19" على الأمن الغذائي بالمنطقتين الافريقية والعربية تطرق للتدابير والإجراءات والمذكرات الإرشادية والتوصيات التي أصدرتها منظمة (الفاو) لمعالجة التأثير السلبي لهذه الجائحة على المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، لاسيما في ما يتعلق بقضايا الأمن الغذائي والتغذية.
من جهتها، أبرزت السيدة جهاد الفاضل، رئيسة لجنة الخدمات بمجلس الشورى بمملكة البحرين، نائبة رئيس الشبكة، مجموع المبادرات التشريعية والبرامج والاستراتيجيات الاستباقية التي قامت بها مملكة البحرين، حكومة ومؤسسات تشريعية تحت القيادة المتبصرة والرشيدة لعاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والمرتبطة بمختلف الصناعات الغذائية والبرامج الزراعية الحديثة والبيئية، التي جعلت من البحرين إحدى الدول الأكثر ضمانا للتموين الغذائي الداخلي ونجاعة في التعاطي مع تداعيات الجائحة بالمنطقة.
ومن جانبه، أكد السيد بشير الهوش، عضو المجلس الأعلى للدولة بدولة ليبيا، مقرر الشبكة، على أن الوضع ببلاده كان أكثر تعقيدا وصعوبة نظرا لارتباط جائحة كورونا بظروف النزاع المسلح.
يذكر أن تأسيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي بإفريقيا والعالم العربي يندرج في إطار تفعيل مضامين البيان الختامي الذي اعتمدته رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، خلال المنتدى البرلماني الاقتصادي لإفريقيا والعالم العربي الأخير، الذي احتضنه مجلس المستشارين المغربي بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).