وشهدت هذه العلاقات الاستثنائية ، التي أرسى أسسها المغفور لهما الملك الحسن الثاني والرئيس عمر بونغو ، زخما أكثر بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس المدافع عن القارة الافريقية، والرئيس علي بونغو، القائدان اللذان تحذوهما إرادة مشتركة لجعل إفريقيا قطبا صاعدا يتنافس مع قارات العالم الأخرى.
وانطلاقا من حقيقة أن أي عمل افريقي مشترك أو متعدد الأطراف لا يمكن أن يكون فعالا ونشطا بدون قاعدة ثنائية متينة، فقد جعل المغرب بقيادة جلالة الملك من التعاون جنوب جنوب التضامني والمربح لجميع دول القارة قطب الرحى لكل مبادراته. وتشكل العلاقات بين الرباط وليبروفيل تجسيدا بليغا لهذا النموذج ، تم وضعه وترجمته إلى أفعال من قبل جلالته .
إن الدبلوماسية المتوازنة القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ، والتضامن وتطابق وجهات النظر حول القضايا الدولية الرئيسية، تشكل كلها إلى جانب الصداقة الوطيدة بين قادة البلدين، ركائز هذه العلاقة الفريدة .
ومن بين المبادرات التي تجسد هذه العلاقة الاستثنائية، هناك فتح القنصلية العامة الغابونية في مدينة العيون المغربية في يناير الماضي. وكان الوزير الغابوني للشؤون الخارجية ، آلان كلود بيلي باي نزي، قد صرح بالمناسبة أن فتح بلاده لهذه القنصلية يعكس الدعم الراسخ للغابون لمغربية الصحراء، مضيفا ان الغابون ستواصل العمل مع المغرب على مواضيع أخرى "تندرج في إطار دينامية لتعزيز تعاوننا وأواصر الأخوة التي تجمع بلدينا".
ودعا رئيس الدبلوماسية الغابونية بنفس المناسبة جالية بلاده إلى الاستقرار في الأقاليم الجنوبية للمملكة بغية الاستفادة من التكوينات في مجالات الصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة والبناء.
وينضاف إلى هذا الرابط السياسي القوي، تعاون اقتصادي كثيف بفضل ارادة جلالة الملك الذي يدافع دائما عن ضرورة منح الثقة لافريقيا .
وهكذا استثمرت العديد من الشركات المغربية في مختلف قطاعات الاقتصاد الغابوني مثل البنوك والتأمين والاتصالات والتعدين والبنية التحتية والنقل والبناء.
وتساهم هذه الاستثمارات في إثراء النسيج الاقتصادي المحلي وفي التشجيع على تقاسم التجربة والخبرة اللتين راكمتهما الشركات المغربية في العديد من الانشطة من جهة ثانية .
إن العلاقة بين المغرب والغابون تشكل نموذجا ملموسا على تبصر الدبلوماسية الملكية، التي تعمل دائما على توطيد الروابط مع البلدان بحيث تتجاوز الجانب السياسي لتغطي جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والدينية وغيرها.