وأضاف ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، أن العلاقات بين البلدين ليست ظرفية ولكنها نتيجة صداقة تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ ، مشيرا الى أن المغرب وروسيا لديهما ماضي مشترك يعتزان به أيما اعتزاز و مستقبل واعد للبناء ومزيد من التشييد .
وأكد السفير، أن البلدين حافظا على علاقات دبلوماسية متينة منذ نهاية القرن الثامن عشر، مشيرا إلى أن لدى الرباط وموسكو الكثير من القواسم التاريخية المشتركة التي تعمر لأزيد من ألف سنة، وصوت مشترك متناغم و روابط متماسكة ، تنبني على على روافد ثقافة كل واحد منهما وهويته الأصيلة وحضارته العريقة الضاربة في جذور التاريخ .
و أبرز أنه بفضل زيارتي صاحب الجلالة الملك محمد السادس لروسيا في عامي 2002 و 2016 ، وكذلك زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المغرب في عام 2006 ، عرفت العلاقات الثنائية والشراكة بين البلدين زخما نوعيا ، مشيرا الى أن المغرب وروسيا مرتبطان منذ سنة 2016 بشراكة استراتيجية عميقة تعكس بجلاء إرادة البلدين لمواصلة تعزيز هذه العلاقة ورص بنائها أكثر فأكثر .
وحول مجالات العمل التي يمكن أن تعزز الشراكة بين البلدين ،أكد لطفي بوشعرة على ضرورة دعم الشراكة في مجالي الفلاحة و الصيد البحري ، وذلك من خلال مضاعفة الجهود لتسهيل عمل الفاعلين الاقتصاديين في كلا البلدين، مشيرا الى أنه تم بالفعل تحديد مجالات عمل أخرى واعدة ،كالطاقة والصناعة والبحث العلمي والتكنولوجية والتكوين المهني والسياحة ، بالاضافة الى قطاعات أخرى لا تقل أهمية لتعزيز التعاون بين الدولتين الصديقتين الذين تحدوهما لتحقيق ذلك الرغبة ذاتها .
وفي هذا الصدد ،قال السفير المغربي إن " الشراكة الثنائية تتطور بثبات مع مراعاة مصلحة البلدين" ، مشيرا الى أن روسيا تطلع بدور أساسي على الساحة الدولية ،وتتوفر على مؤهلات اقتصادية هائلة، والمغرب بدوره يتمتع بموقع جغرافي استثنائي يجعله بوابة إلى أفريقيا وينظر إليه، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، كفاعل دولي محل احترام وتقدير كبيرين ".
ودعا الدبلوماسي المغربي ، إلى تقوية العلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين للبلدين من خلال مراعاة احتياجات وتطلعات اقتصادات كل منهما لمواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها أزمة "كوفيد -19 " وتداعياتها وآثارها المتوقعة ، مشيرا إلى أن المنتدى العربي الروسي الذي سيحتضنه المغرب سيكون مهما ، وسيشكل فرصة لبلورة الدروس المستفادة من أزمة الوباء ، وهي الحاجة إلى تعزيز التضامن ، والانسجام ، والتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات الجديدة بشكل جماعي.
وفيما يتعلق بديناميات العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أشار السفير إلى أن المغرب شارك بنشاط في مؤتمر القمة الروسي/ الأفريقي الأخير ،الذي انعقد في أكتوبر الماضي بمدينة سوتشي، بوفد وازن قاده رئيس الحكومة السيد سعد الدين العتماني، بالإضافة إلى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، السيد ناصر بوريطة ، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، ومحادثتهما الهاتفية الأخيرة ،التي اتفقا خلالها على تعميق الحوار السياسي بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
وأشار الدبلوماسى الى أنه تقرر تأجيل أشغال اللجنة المشتركة ،التى كانت ستنعقد فى أبريل الماضى فى موسكو ، بسبب الأزمة الطارئة المتعلقة ب " كوفيد - 19 " ، مؤكدا أنه سيتم عقدها بمجرد أن تسمح الظروف بذلك .
وأبرز السفير ، أن مناسبة عيد العرش المجيد تكتسي أهمية بالغة ولها دلالات عميقة بالنسبة لجميع المغاربة، سواء داخل أرض الوطن أو خارجه، حيث تجسد هذه الذكرى مدى الارتباط القوي والمتين بين العرش و الشعب ،و أواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق ،وهي أيضا لحظة افتخار بما حققه المغرب من انجازات بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وفي هذا السياق ،أبرز السيد بوشعرة أن الجالية المغربية المقيمة في روسيا تحتفل بهذه الذكرى المجيدة كجميع المغاربة باعتزاز ،وهي مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات الهامة التي تحققت في جميع المجالات بقيادة جلالة الملك ،وبالحضور القوي للمملكة على المستويين القاري والدولي.
وفيما يتعلق بدور الجالية المغربية المقيمة في روسيا ونظيرتها الروسية المقيمة في المغرب لتوطيد التقارب بين البلدين، قال السفير ،إن الجالية المغربية في روسيا مثالية، وتتكون من مواطنين مغاربة استقروا في روسيا منذ عدة عقود، بالإضافة إلى حوالي 3000 طالب سيعودون الى وطنهم وهم متسلحون بتكوين مجدي وبالمعرفة ،وسيكونون جسرا متينا سيتعزز به التقارب بين البلدين.
وأشار السفير ،إلى أن العديد من أعضاء الجالية الروسية المقيمة في المغرب، والتي هاجرت إلى المملكة في بداية القرن العشرين خلال الاضطرابات التاريخية التي شهدتها روسيا ، ساهموا بنشاط في تنمية المغرب في ذلك الوقت ، خاصة في مجالات البنية التحتية ،كما ساهموا بشكل مثالي في دعم أسس العلاقات الثنائية ، مستندين في كل ذلك على العطاء السخي والصداقة الخالصة التي تجمع البلدين.