وأوضح السيد بوكوس، في حديث للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمازيغية دخلت مجال التعليم، ولو بشكل متعثر، و أصبحت لها مكانة في السياسات العمومية وولجت الحقل الإعلامي، خاصة عبر القناة الثامنة و البوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، مشيرا في هذا الصدد الى أن البحث الأكاديمي يعرف تقدما مطردا في شتى حقول المعرفة من تاريخ و لسانيات و علم اجتماع و أنثروبولوجيا.
وأضاف أن الأمازيغية ولجت حقلا جديدا، و هو التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام والاتصال، كما عرف مجال الترجمة نموا لا بأس به، مبرزا أن المعهد نشر في هذا السياق 500 إصدارا جديدا، وهو ما يظهر مدى الجهود المبذولة من لدن الدولة و الباحثين داخل الجامعات و في إطار بنيات المجتمع المدني. وقال في هذا الصدد "إن وضعية الأمازيغية بعد خطاب أجدير عرفت تقدما ملحوظا على المستوى الكمي و النوعي".
وعلاقة بموضوع الساعة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19 " اعتبر السيد بوكوس أن الجائحة كان لها تأثير وخيم على جميع المؤسسات ، مضيفا أن عمل المعهد كان داخليا بالدرجة الأولى منذ 20 مارس إلى نهاية أبريل 2020 ، حيث قام بتجميد جميع الأنشطة الخارجية و علاقاته بالجمعيات و الفاعلين.
وتابع أن اللجنتين الإدارية و العلمية للمعهد اجتمعتا بعد ذلك و خرجتا باستراتيجية مفادها أن مسؤولي المؤسسة من عمادة و أمانة عامة و أعضاء للجنتين الإدارية و العلمية، سيقومون بالاشتغال حضوريا و ذلك في إطار الاحتياطات الوقائية الواجبة عبر تقنية "الواتساب" و تطبيقات مماثلة ، مسجلا بهذا الخصوص أن مستوى المردودية لم يعد كما كان في السابق ، بيد أن المعهد قام بتحقيق مهامه المركزية، المتمثلة في إعداد التقرير الخاص بأنشطته برسم سنة 2019، و مخطط عمله برسم سنة 2020، ومشروع ميزانية 2021.
من جهة ثانية، أفاد السيد بوكوس بأنه تم انجاز كتاب بديع حول المعهد يؤرخ لنشأة هذه المؤسسة و يعرف بأنساقها و محاور اشتغالها الاستراتيجية و يضم تقويما لعملها، مؤكدا أن هذا الكتاب يشكل مرجعا لجميع المهتمين بشؤون المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وبخصوص المشاريع المستقبلية ، أبرز السيد بوكوس، أن المعهد وضع مخطط عمل لسنة 2021 يضم مجموعة من المحاور، من بينها ضرورة الانكباب على التكنولوجيا الحديثة، اذ أن جائحة كورونا أظهرت أن الأساليب التقليدية في التواصل و البحث و الإنتاج باتت متجاوزة، قائلا في هذا الصدد إن أرادت الأمازيغية أن تصمد و تتقدم ، لا بد لها من ولوج هذا المجال."
واضاف أن المعهد كان يشتغل في إطار ما يسمى المعالجة التلقائية للغة وأن الأمازيغية حاضرة في نظام ويندوز 2008 و 2010، لكنها ما تزال تفتقد لأنظمة التصحيح الإملائي و المعجمي و التركيبي، اذ أن ما استطاع المعهد انجازه لحد الآن هو مجموعة تطبيقات تنبني حول المفردات، و لكنها تظل مفردات معزولة عن سياقاتها داخل الجمل أو الخطاب.
وخلص عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الى أن المعهد يصبو الى نسج شراكات من شأنها أن تشكل إضافات قيمة تسهم في تطويرمشاريعه.