وبدأ ابن مدينة القصر الكبير أولى الخطوات في مساره الرياضي منذ السنة الأولى إعدادي حينما شارك في أول سباق له وكان ضمن الألعاب المدرسية بمسقط رأسه، قبل أن يخوض غمار مسابقات إقليمية وجهوية ثم وطنية، قادته إلى الإلتحاق رسميا بالنادي القصري لألعاب القوى.
ولم يخف العداء المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مساندة أهله وتشجيعهم الدائم له، كان حافزا لمواصلة ممارسة الرياضة، بيد أن الفضل ،على حد قوله، في اكتشاف موهبته يرجع إلى أحد أساتذة مادة الرياضة في المستوى الإعدادي الذي منحه فرصة المشاركة في البطولة الإقليمية التي أحرز فيها المرتبة الأولى، لتستمر مشاركاته في السباقات، توجها بإحرازه المركز الثالث في بطولة المغرب للشبان سنة 2013.
وقال السهلي (27 سنة)، " بين النجاح الذي بدأ يلوح في الأفق رياضيا وإتمام دراستي، جاءت لحظة الوقوف في مفترق الطريق للاختيار، واضطررت إلى مغادرة مقاعد الدراسة في السنة الأولى باكالوريا لصعوبة التوفيق بينهما، وقررت الالتحاق بنادي الجيش الملكي بعد اجتياز اختبار الكفاءة منذ ست سنوات، وكانت هي البوابة لدخولي عالم الاحتراف.
وبخصوص التكوين وأهميته، أشار العداء إلى أن البرامج المدروسة والعملية التي يسطرها المدربون والأطر التقنية، والتداريب الجماعية والإعداد الذهني الجيد، كلها عوامل لعبت دورا كبيرا في مساره الرياضي وساعدته في تطوير مستواه وتحقيق نتائج مشرفة.
من جهة أخرى، أكد المتخصص في سباقات الماراطون على أن الظرفية التي فرضها تفشي فيروس كورونا لم تنل من إرادته ولم تحبط عزيمته، إذ استمرت استعدادته وتحضيراته للاستحقاقات الدولية بنفس الوثيرة، حفاظا على اللياقة البدنية وتفادي عدم الزيادة في الوزن، وذلك بفضل مساعدة ومواكبة مدربيه ومؤطريه طوال فترة الحجر الصحي.
وشدد السهلي على أن الأجواء الاحترافية والظروف الجيدة والمواتية التي يوفرها المعهد الوطني لألعاب القوى بالرباط للعدائين، والمعسكرات التي تقام في مدينة إفران، ومساندة الجامعة الملكية المغربية للعبة، كان لها دور فعال في تحقيقي لنتائج مشرفة في العديد من التظاهرات، مضيفا أنه يواصل العمل لحصد المزيد من النتائج الإيجابية.
وحث، في السياق ذاته، كل العدائين الذين يرغبون في التخصص في سباقات الماراطون على المثابرة والتفاني والتضحية، كونها السبيل الوحيد للوصول للأهداف وتحقيق المبتغى، "فلاشيء يأتي من فراغ".
وختم السهلي بأن تركيزه منصب كليا على الصعود إلى منصة التتويج وإهداء المغرب إحدى الميداليات في الأولمبياد الياباني، مقرا بأن المهمة لن تكون باليسيرة في وجود عدائين ينتمون لأعتد المدارس على مستوى القارة السمراء ككينيا وإثيوبيا، غير أنه لن يدخر جهدا لتحقيق الفوز على منافسيه، خاصة بعد المجهودات الكبيرة التي يبذلها في التداريب والثقة التي يحظى بها.
وشارك السهلي في العديد من التظاهرات حصل خلالها على نتائج مشرفة، من بينها فوزه بلقب النسخة الخامسة لمارطون مدينة بيبو أويتا الدولي في اليابان (2 س و08 د و01 ث)، واحتلاله المركز الثامن في بطولة العالم بالدوحة (2019) خولته التأهل لأولمبياد طوكيو 2020 (2 س و11 د و49 ث)، حيث يتأهل بشكل مباشر أصحاب المراكز العشرة الأولى في بطولة العالم، فضلا عن تحسين رقمه الشخصي في بطولة العالم لنصف الماراطون التي أقيمت الأسبوع الماضي بمدينة كيدينيا في بولونيا (1س و00 د و04 ث).