+ما هو الدور الذي يضطلع به اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة بإفريقيا في مسار الاندماج الإقليمي الإفريقي؟
-اسمحوا لي أولا وقبل كل شيء أن أقدم لكم اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة بإفريقيا المعروف اختصارا بUCESA.
هو منظمة تأسست سنة 1994 بأبيدجان بكوت ديفوار، تضم المجالس الاستشارية ل19 بلدا من شمال وغرب ووسط وجنوب افريقيا.
وفي هذا الصدد، يضمن الاتحاد تمثيل المجالس الاقتصادية والاجتماعية الإفريقية لدى الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية على غرار المجلس الإداري للجمعية الدولية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة ومنظمة العمل الدولية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه المؤسسة في دعم عملية الاندماج الإفريقي وتشجيع، علاوة على ذلك، إنشاء مجالس اقتصادية واجتماعية جديدة في إفريقيا. ولتحقيق أهدافه، ينظم الاتحاد اجتماعات دورية بين الفاعلين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويسهل تبني مواقف مشتركة حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المجالس الاقتصادية والاجتماعية الأعضاء في الاتحاد، وبالنظر إلى التحديات العديدة التي تواجه الاندماج الإقليمي، فإن التقييم المؤسساتي يظهر أن الاتحاد لم يتخذ فعليا كافة المبادرات المتوقعة منه والتي كان من شأنها أن تسهم في تعزيز التعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدني الإفريقي.
وفي هذا السياق ، قرر أعضاء الاتحاد تخصيص الولاية الحالية لتغيير آليات عمل المنظمة من أجل منحها دورا أكبر لتلبية طموحات أعضائها الأفارقة. هذا الورش الهام أطلق بمبادرة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمملكة المغربية الذي يتولى رئاسة هذه المنظمة وفق أهداف محددة.
هذا المشروع المهم ، الذي انطلق بمبادرة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب ، والذي يرأس المنظمة ، له أهداف محددة تتمثل في:
- تقوية الآليات المؤسسية والتنظيمية للاتحاد.
- تحديد مجموعة من المعايير والأهداف من أجل ميثاق اجتماعي خاص بالاتحاد.
-تعزيز التعاون وتوسيع تموقع الاتحاد.
-التركيز على موضوع تأثير "تغير المناخ والحلول التي ستقدم لصالح السكان الأفارقة" من خلال المشاركة في بناء نهج تشاركي محوره المواطن.
تجدر الإشارة إلى أن التزام المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتعزيز إشعاع الاتحاد وتحسين مساهمته في عملية الاندماج الإفريقي هو أيضا جزء من جهوده المستمرة للمساهمة في الدينامية الوطنية تجاه القارة الإفريقية.
لقد تبنى مجلسنا مؤخرا رأيا حول الاندماج الإقليمي للمغرب في إفريقيا يوصي فيه بتبني التنمية المشتركة كأسلوب عمل لتعزيز شراكة متبادلة المنفعة للمغرب مع شركائه الأفارقة وفقا للرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وكما تعلمون، فإن دور المجتمع المدني المنظم في هذه الدينامية هو رأس المال الحقيقي في إفريقيا ، بمعنى أنه يمكن أن يقدم مساهمة كبيرة في عملية الاندماج من حيث التوجيه والدعم والوعي والدعوة إلى تعزيز الأبعاد الاجتماعية والبيئية والثقافية والأمنية.
+ما هي خطة عمل اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا لمواجهة مشكل التغير المناخي وماهي الحلول التي يمكن أن يقدمها لصالح السكان الأفارقة المعنيين؟
تغير المناخ هو الموضوع الرئيسي خلال فترة ولاية المغرب في رئاسة الاتحاد بهدف تقديم إجابات واضحة لآثار تغير المناخ على حياة السكان الأفارقة.
كما تعلمون، تتحمل إفريقيا ، أكثر من أي قارة أخرى، وطأة آثار تغير المناخ. وتتعلق هذه التأثيرات بالعديد من جوانب الحياة اليومية للسكان الأفارقة وبيئتهم المحلية.
ويتعلق الأمر بتنفيذ مشروع تنخرط فيه جميع المجالس الاقتصادية والاجتماعية الإفريقية بمشاركة خبراء معترف بهم، بما في ذلك علماء البيئة وممثلو القطاع الخاص.
تكمن خصوصية النهج المعتمد في طبيعته التشاركية والشاملة، والتي تضمن مزيدا من الاعتبار لآراء المواطنين الأفارقة في تحديد الإشكالات وصياغة الحلول.
الهدف من هذه الخطوة هو تأكيد موقف ووجهة نظر المجتمع المدني الإفريقي لتحقيق تحول بيئي عادل يحول تحدي تغير المناخ إلى فرصة لتعبئة وتقارب الجهود من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في العالم خدمة للمواطنين الأفارقة.