وأوضح رئيس معهد المستقبل والأمن بأوروبا، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاعتراف الأمريكي هو "مفاجأة لها تداعيات إستراتيجية وازنة (...)، من منطلق أنه سيحدث الظروف المواتية لاكتساب ملف إفريقية المغرب معناه وشكله الكامل".
وحسب إيمانويل دوبوي، فإن المغرب يحظى بالاعتراف من قبل بعض شركائه الجغرافيين المجاورين، بتحكمه الموزون في أحداث الكركرات. ينضاف إلى ذلك قرار عدة دول، بعضها مستثمر في القارة الإفريقية، المتمثل في فتح قنصليات بكل من الداخلة والعيون. "لذلك، هناك بالفعل مصلحة في أن تكون هذه الاستمرارية الإقليمية حقيقة واقعة، عندما نعلم أن 34 من أصل 54 بلدا في الاتحاد الإفريقي قررت الانخراط بحلول العام 2022 أو في أقصى أجل 2024، في إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية".
وقال إن "كل هذا يؤكد بوضوح الفكرة التي تحيل على أن المغرب يعد فاعلا جوهريا في المنطقة الاقتصادية لغرب إفريقيا، وأنه كذلك ليس فقط في قربه الجغرافي: شمال إفريقيا وغربها، ولكن أيضا كمستثمر لدى وداخل مجموعات اقتصادية إقليمية أخرى مثل المجموعة الاقتصادية للجنوب الإفريقي".
وذكر الخبير الجيو-سياسي بأن الولايات المتحدة، مثل نحو خمسين دولة أخرى، أشادت بالإجراء المدروس للمغرب المتعلق بضمان حرية الحركة في منطقة الكركرات، مبرزا الرمزية القوية للقرار الأمريكي القاضي بفتح قنصلية في الداخلة، وبالتالي الانضمام إلى خمسة عشر دولة أخرى.
وأشار رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا إلى أن افتتاح قنصلية للولايات المتحدة في الصحراء المغربية، التي ستكون على نحو أكبر بمثابة "مكتب ذي أهمية اقتصادية" يستجيب "للواقع الاقتصادي المتمثل في التنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية"، مسجلا أن هذه المقاربة تندرج "ليس فقط في إطار انتماء الصحراء للمغرب، ولكن أيضا في سياق إفريقية المغرب". وأبرز في هذا الصدد "البعد التجاري المهم" لهذا القرار.
كما حرص رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، على تثمين المبادرة عالية الرمزية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المتمثلة في التباحث مع رئيس السلطة الفلسطينية وإبلاغه بمضمون محادثاته الهاتفية مع الرئيس ترامب، مجددا تأكيده على موقف المغرب الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال "لقد كان من المهم والرمزي أن يطمئن ملك المغرب، بصفته رئيسا للجنة القدس، السلطة الفلسطينية، ويعيد التطرق لمكانة المدينة المقدسة مع التذكير بضرورة تطبيق حل الدولتين".