ويهدف هذا المشروع، الذي انطلقت أشغال تهيئته بحضور المدير العام للإيسيسكو سالم بن محمد المالك، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ووالي جهة مراكش -آسفي، كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجماعي لمراكش ، محمد العربي بلقايد، ورئيس المجلس الجهوي أحمد أخشيشين، إلى الرفع من مستوى الوعي العام حول هذه الثقافة غير المادية التي يحملها الفنانون المحليون (الحكواتيون ، والشعراء، والموسيقيون، والممثلون، والراقصون، والبهلوانيون)، وتحويل رأس المال الثقافي إلى رأس مال اقتصادي وسياحي والحفاظ على التراث وتعزيزه والتجديد في الممارسات المحلية.
وسيكون هذا المتحف فريدا من نوعه على المستوى الوطني لأنه سيساهم في الحفاظ الذاكرة الحية، لا سيما أنه يقع في البناية السابقة لبنك المغرب بساحة جامع الفنا القلب النابض للمدينة الحمراء .
وسيتم تحويل هذه البناية القديمة إلى متحف للتراث اللامادي، حيث ستسهر المؤسسة الوطنية للمتاحف على تجهيزها و تدبيرها وتنشيطها ، مع العمل على إثراء وتعزيز التراث اللامادي لهذا المبنى.
وسيحافظ هذا المبنى (المتحف)، الذي ستستغرق به أشغال التهيئة ثمانية أشهر ، على طابعه الأصيل والتاريخي، بأسلوب فن آرت ديكو، من بقايا الحقبة الاستعمارية.
وسيضم متحف التراث اللامادي في ساحة جامع الفنا بشكل أساسي فضاءين للعرض، بما في ذلك جناح دائم حيث سيتم عرض أعمال جاك ماجوريل، واستعادة غنى التراث اللامادي لمدينة مراكش، ورد الاعتبار للشخصيات التي تنشط ساحة جامع الفنا الساحرة.
وسيخصص جزء ثان من المتحف لعرض الصور القديمة للساحة التي ستستحضر تاريخ وتطور الساحة كفضاء للعيش المشترك، بالإضافة إلى معارض لفنانين من أبناء المدينة مستلهمة من التنوع الثقافي واللغوي والمعرفة المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية التي تحتضنها أزقة جامع الفنا، مثل فريد بلكاهية وعباس صلدي ومولاي أحمد إدريس وعمر مشماشة.
ويرتبط مفهوم خلق فضاء للمشاركة وتقاسم التراث المادي واللامادي لمدينة مراكش بتاريخ المنطقة التي هي جزء منه، إذ من شأنه أن يوفر معالم لفهم هذا التراث، من خلال نظام متحفي حديث قائم على العديد من الدعامات ، وبوابة إلى ساحة جامع الفنا ولاكتشاف المدينة.
وسيبث إحداث وتدبير متحف التراث اللامادي في ساحة جامع الفنا، التي أعلنتها اليونسكو سنة 2001 تراثا شفهيا وغير مادي ، حياة جديدة في مدينة الرجالات السبع ويعزز مكانتها البارزة وكذلك تأثيرها على المستوى العالمي.
كما سيمكن إنشاء هذا المتحف، الذي يهدف إلى أن يكون مشروعا مجتمعيا، من ترسيخ جاذبية المدينة الحمراء والمساعدة في استقطاب عدد أكبر من الزوار لاكتشاف المدينة على المستويين الفني والثقافي.
يذكر أنه تم في سنة 2019 التوقيع على اتفاقية للشراكة تتعلق بإحداث وتدبير متحف التراث اللامادي ببناية بنك المغرب المتواجدة بساحة جامع الفنا.
وتهدف الاتفاقية الى تحويل المبنى، المتواجد بساحة جامع الفناء في مراكش، إلى متحف دائم حول تاريخ الساحة بدعم من قبل المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي وقعت في مارس الماضي اتفاقا مع مجلس مدينة مراكش ووزارة الثقافة وبنك المغرب.
وتندرج هذه الاتفاقية في اطار المقتضى العام لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لساحة جامع الفنا، المعتمدة من طرف اليونيسكو لسنة 2003، وتفعيلا لمشاريع مراكش الحاضرة المتجددة الموقعة أمام انظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 6 يناير 2014.