ويعرض هذا الكتاب الذي ترجمه عز الدين العلام، ويقع في 108 صفحة من الحجم المتوسط، لإصلاح التعليم من وجهة نظر المؤلف، حيث يدعو الفيلسوف الفرنسي إلى إصلاح شامل للتعليم، يتمحور حول مهمته الأساسية كما تصورها جون جاك روسو؛ والمتمثلة في "التدريس من أجل الحياة". ويتعلق الأمر، حسب ما ورد في غلاف الكتاب، بتمكين كل فرد من تحقيق استقلاليته، وحماية نفسه من الخطأوالوهم، والعمل على فهم الآخر، ومواجهة المجهول، وبإيجاز، "إعداده لمواجهة مشاكل الحياة".
ويتضمن الكتاب، إضافة إلى المقدمة، محاور "الحياة"، و"أزمة متعددة الأبعاد الفهم"، و"المعرفة"، والإنسان"، و"الفرنسي"، و"تجديد الإيروس".
وأكد إدغار موران، في مقدمة الكتاب، أن هذا العمل هو امتداد لثلاثية لا تسعى إلى إصلاح النظام التعليمي وحسب، بقدر ما تطمح لتجاوزه، وهو ما يفرض" إعادة التفكير، ليس فقط في وظيفة التدريس، ولكن أيضا في ما يتم تدريسه".
كما أبرز ضرورة الكشف عن قصور ونواقص التعليم الحالي لمواجهة المشاكل الحيوية، مثل تلك المتعلقة بالخطأ والوهم والتحيز والفهم الإنساني والشكوك التي تعترض الوجود.
وأضاف موران أن هذا الكتاب "لا يستعيد فقط أفكار سابقيه، وإنما يطور كل ما يعنيه تعلم الحياة في زماننا المطبوع بالأنترنت، وفي حضارتنا التي غالبا ما نجد أنفسنا فيها منزوعي السلاح ومتلاعبا بنا".
يشار إلى أن إدغار موران، عالم اجتماع وفيلسوف، ومدير أبحاث فخري في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، ورئيس جمعية الفكر المركّب.
وإضافة إلى العديد من أعماله، يعتبر كتابه "المنهج" الذي أعادت إصداره دار النشر ( Le Seuil) سنة 2008 في ست مجلدات، عمله الرئيس بلا منازع، وهو إلى جانب ذلك حاصل على الدكتوراه الفخرية في سبع وعشرين جامعة، كما ترجمت أعماله في جميع أنحاء العالم.