وخصص ملف هذا العدد لموضوع "الشعر والفلسفة، ائتلاف أم اختلاف"، لما لعلاقة الشعر بالفلسفة، وعلاقة الفلسفة بالشعر من جوار، ومن قدرة على الحوار والتصادي، وعلى فتح آفاق المعرفة والإبداع، وخلق المفاهيم، وبلورة التصورات والنظريات القمينة بتوسيع مساحة الشعر من خلال الفلسفة، وتوسيع مساحة الفلسفة من خلال الشعر.
وساهم في الملف ثلة من المفكرين والفلاسفة والنقاد والشعراء، ممن كانوا منشغلين بموضوع علاقة الشعر بالفلسفة، وكانوا في صلبه دائما.
وإلى جانب ملف العدد، قاربت المجلة في باب "مغرب الأمس مغرب اليوم" المعمار المغربي في ماضيه وحاضره من خلال التحولات السوسيو-ثقافية، وما للمعمار والعمارة من تأثير في المجتمع وفي الإنسان، في حوار مع المهندس المعماري رشيد الأندلسي، "الذي قربنا من بعض أهم هذه التحولات التي غالبا ما لا ننتبه إليها في ثقافتنا".
وضمن باب "كتابات في الفكر والنقد"، حرصت المجلة على البقاء في سياق الشعر، من خلال قراءات ومقاربات للشعر المغربي بتنوع تجاربه واختلافها، انسجاما مع ملف العدد الذي كان الشعر أحد أبوابه.
وفي باب "مقاربات فنية"، توقفت المجلة عند التجارب التشكيلية الجديدة، في معرفة ما تشتغل عليه وتقترحه من رؤى فنية جمالية،من خلال تجربة الفنان حسن حشان، وكذلك التصوير الفوتوغرافي ومن يتحكم في عالم الفن، وجوردن جراهام ومسألة الفن.
وخصصت المجلة باب "فصوص الغائب" الساعي لاستحضار الراحلين من الفنانين والكتاب والمبدعين المغاربة، للفنان محمد القاسمي، والشاعر أحمد الجوماري. "من باب العرفان والامتنان لمن رحلوا عنا وتركوا كتاباتهم وأعمالهم في ذمتنا".
وفي باب "النبوغ المغربي"، نشرت المجلة في هذا العدد نصا لطه حسين عن كتاب النبوغ المغربي لعبد الله كنون. كما تضمن هذا العدد الشعر والقصة وغرفة التحرير التي يتناوب على كتاباتها أعضاء هيئة التحرير في كل عدد من أعداد المجلة.
وضمن هدية العدد، رواية للمختار السوسي "بين الجمود والجحود"، كانت نشرت متفرقة بين سنتي 1957 و 1958. وهي بين الكتب المغربية التي تعمل المجلة على إخراجها للوجود، ليتمكن القراء والباحثون المغاربة وغير المغاربة من الاطلاع على الثقافة المغربية في مظانها ومتونها الأولى، أو ما توفر من هذه المتون، مما ينبغي العودة إليها لمساءلة ثقافتنا المعاصرة في ضوء ما جرى قبلها وبعدها أيضا