وأوضح السيد بودن، الذي حل اليوم الأربعاء ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن تقديم التقرير العام الذي أعدته اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي يعد منعطفا تاريخيا لأن المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تختار اليوم طريقها نحو المستقبل.
وسجل المحلل السياسي أن المؤسسة الملكية كانت دائما حاضرة في أهم المحطات التاريخية للمملكة، مبرزا أن هذا النموذج يعتبر مخططا جماعيا للتطور ومواجهة التحديات، وسيكون "مواكَبًا بتغيير طرائق العمل وتطوير المقاربات وفهم الظرفية والاستفادة من التجارب السابقة".
وأشار إلى أن هذا المسار يعكس رغبة المغاربة في المساهمة في تطوير وطنهم، وجزء من التلاحم الذي طبع المغرب على مدى سنوات، ذلك أن المغرب "صورة كبيرة متعددة التفاصيل والروافد وهو ما يخلق التنوع الاساسي من أجل بناء نموذج متفرد ومتطور خالص مغربي-مغربي".
وأضاف أن المنطلقات الأساسية لهذا النموذج تتمثل في المكتسبات المحققة التي تؤسس لأفق جديد يتغلب على التحديات، خصوصا ما يتعلق منها بالشق الاجتماعي الذي يبقى مطمح الكثير من المغاربة، وكذا في استغلال الامكانات المغربية واستثمارها من أجل صهرها في المشروع الوطني. فاليوم، يقول السيد بودن، "نحن أمام خارطة طريق سيكون التلاحم ومفهوم الأمة المغربية فيها حاضرا وحاسما".
وسجل رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن الكلمات المفاتيح والمفاهيم الأساسية في التقرير الخاص بالنموذج التنموي الذي تم تقديمه خلال مراسيم ترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء ، تتضمن الكثير من الأفكار الهامة، سيكون لها صدى، وذلك بعد أن تقوم اللجنة بعملية الشرح للمغاربة قصد تمليكهم هذا الورش الوطني الذي سيؤطر حياتهم لمدة 15 سنة.
وسجل في هذا الصدد، أن القضايا الأساسية التي يجب الانكباب عليها تتعلق أساسا بالتعليم والصحة والسكن واقتصاد تنافسي قوي بالإضافة إلى البحث العلمي، مؤكدا ضرورة مواكبة هذا المسار "بنخب معبرة عن تطلعات الحاضر والمستقبل"، معتبرا أن "التحديث في هذه الرؤية سيكون دائما من أجل تقديم أجوبة عن الأسئلة المطروحة، فالمشاركة والشراكة بالنسبة للمجتمع هي عنصر محوري في هذا الإطار".
ولاحظ السيد بودن أن كل مغربي سيجد تطلعاته في هذا المشروع الوطني، مشيرا إلى أن المستوى الاجتماعي يرتكز على قضايا التعليم والصحة والتشغيل ومهن المستقبل ومنظومة الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، في حين يرتكز المستوى الاقتصادي على الرغبة في ولوج نادي اقتصاد المعرفة من أجل تحقيق حلم المغرب كدولة صاعدة، فيما يقوم المستوى الثقافي على حماية التراث الثقافي، بينما يهم المستوى الأمني دعم المجهودات الأمنية.
وشدد على أن التوصيات التي قدمتها اللجنة ليست حلا سحريا "كما وصفتها اللجنة" ، ولكن هي رؤية ستكون موضوعا للنقاش بين كل الفرقاء على المستوى المؤسساتي و الحزبي و المدني وكذا على مستوى الأوساط البحثية والاكاديمية وحتى الأفراد ، مبرزا أن كل المؤسسات عليها التموقع بشكل جدي في هذه الاستراتيجية الوطنية.
و أكد السيد بودن، في هذا السياق، أن هناك آلية تتعلق بميثاق من أجل التنمية يهدف الى جعل الكل يشارك في هذا النهج الوطني، مضيفا أن المضي قدما بطريقة مستدامة يتطلب من الجميع التفكير في الأجيال القادمة بتوقعات مضبوطة في الزمان ووفق أجندة واضحة وفهم شامل لمسألة التنمية والازدهار.
وسجل أن جائحة كوفيد 19 كان لها بصمتها فيما يتعلق بالنموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أن الآفاق تبقى اليوم مفتوحة نحو المستقبل بأهداف مرتبطة بمغرب الاستدامة والكفاءات والجرأة، والطموح والوضوح.