وفي مداخلة مصورة تم بثها عبر تقنية التناظر المرئي، أبرز رئيس الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية، السيد عمران خان أن النبي صلى الله عليه وسلم أدار مجتمع المدينة المنورة في بداية البعثة بأرقى أسلوب وووفق قواعد هي عماد المجتمعات المتحضرة الى يومنا هذا ، من حيث تطبيق القانون على الجميع، وتكفل الدولة بفقرائها ومحتاجيها، للمرة الأولى في التاريخ.
وأضاف أن رعاية الضعفاء هي التي "أرست سيادة القانون حتى اليوم، وهي خاصية تميز المجتمعات المتحضرة "، مشيرا إلى أن "الدول التي لا يسودها القانون اضمحلت".
من جانبه، أكد صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، في مداخلة مماثلة، على أهمية دراسة السيرة النبوية لخاتم الأنبياء تجسيدا للرحمة الكونية لله عز وجل.
وأشار، خلال هذا اللقاء الذي تم تنظيمه بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب إلى أن "المهم في السيرة النبوية هو الانسجام بين ما قاله الرسول وأفعاله".
من جهته، قال صاحب السمو الملكي الأمير شارلز، أمير ويلز، في كلمة ألقاها نيابة عنه حضوريا بمقر الإيسيسكو السيد سيمون مارتن، سفير بريطانيا لدى المغرب، إن "البعد الروحي يجب أن يكمن في صميم جهودنا لتسوية المشاكل الاجتماعية".
واضاف "إننا في كثير من الأحيان نقلل من أهمية الإيمان ونفتقر إليه"، مشيرا إلى أن عالم اليوم "أكثر ترابطا، مما يدفعنا إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل".
ومن جانبه، أكد رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، السيد محمد بوهاري، في مداخلة ألقاها نيابة عنه السيد بابا غاربا، سفير نيجيريا بالمغرب، على الحاجة لتبني "رؤية قائمة على جوهر الإسلام، المبني على التفاهم والعيش المشترك".
وأشار إلى ضرورة تفكيك الرسائل العدائية التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والعمل على معالجتها كونها تزيد من الفهم الخاطئ وتكرس نزعة متطرفة لدى متلقيها.
وفي كلمته الحضورية، أوضح محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كيف حفلت السيرة النبوية العطرة بتجليات حضارية بمنطقي الفطرة والعقل، الفضيلة الأخلاقية لأصول منظومة الحياة بتشاركها الإنساني المثالي، فعرفها كل منصف باحث عن الحق، كما عرفها أيضا غير المسلم وعاش من خلال ما قرأه حالة من الانبهار والإعجاب بتلكم القيم.
ومن جهته، تطرق أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى أسرة الإسلام الممتدة وما يواجهها من إشكالات حددها في خمسة ، "أولها ما قد أظهرناه مما كسبت أيدينا من فساد في هذا الكوكب، والثاني هو سم الخوف الزعاف والتسلح الشديد الذي نلجأ إليه لمحاربة بعضنا البعض، أما الثالث فهو ما يبدو في الأفق الأعلى من تهديدات مبطنة عن نشوب حروب كبرى، ورابعها هو الهدر، فكل سنة تنجز في عالمنا 80 مليون أطروحة، بلا فائدة واضحة، وخامسها حاجة أسرتنا الإنسانية إلى مزيد من الحكمة".
ونوه السيد العبادي بما أنجزته الرابطة المحمدية للعلماء من دراسات، وما أسسته من مراكز، مشيرا إلى أن الحضور الكبير للناشئة في الفضاء الرقمي يستدعي أن نكون بقربهم ومن أجلهم وأن نلج هذا الفضاء لتقديم المساعدة لهم وتوجيههم.
أما الممثل السامي لتحالف الحضارات ، السيد ميغيل أنجيل موراتينوس ، فأبرز في كلمة مسجلة، دعوة السلام التي يحمل لواءها الإسلام ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "الديانات التوحيدية تدعو إلى التعايش ، وهذا ما طبع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بسط يده ممدودة للحوار".
وقال السيد موراتينوس، إن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على نشر خطاب التسامح والتصدي لخطاب التطرف.
ويهدف هذا المؤتمر إلى إعداد استراتيجية تواصلية للتعاطي مع الأبعاد الوظيفية للسيرة النبوية، وحصر الإشكالات الذاتية والموضوعية في التعامل معها، وتجميع وترتيب الجهود العلمية في مجال البحث في السيرة النبوية، وبناء رؤية متجددة بآفاق مستقبلية لها.
كما يتوخى تمكين المنظمات والهيئات العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال من آليات وأدوات عمل منهجية في بناء مخططات عمل وخبرات في مجال التعريف بالسيرة النبوية.
وحسب الإيسيسكو، فإن هذا المؤتمر يأتي ردا علميا وعمليا على محاولات الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي إطار رؤية المنظمة واستراتيجية عملها الجديدة، التي تجعل منها منارة إشعاع حضاري دولي.
ويعرف هذا المؤتمر الهام مشاركة شخصيات دولية مرموقة ومفكرين وعلماء من داخل العالم الإسلامي وخارجه.