وتعكس زيارة شخصية مميزة من عالم الرياضة لمتحف مغربي ذي طابع عالمي غنى الموروث الوطني، الذي يتجسد في فضاء ثقافي يعد من أجمل القصور الموجودة في المدينة الحمراء. وقد افتتن السيد إنفانتينو بجمال السقف المزخرف بالزليج متعدد الألوان والهندسة المعمارية على الطراز الأندلسي، ورائحة خشب الأرز في أبواب القصر التي تعلوها النقوش.
وشكل هذا اللقاء بين عالمي الرياضة والثقافة، على خطى التاريخ العريق للمملكة الشريفة، فرصة لإعادة الإعتبار لمكانة المتاحف في إثراء قائمة الخيارات السياحية في المغرب.
وبعد جولة في قلب المتحف، رفقة رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، خطّ رئيس (فيفا) ارتساماته في الكتاب الذهبي، مسجلا بذلك لقاء بين عالمي الرياضة والثقافة، ومبرزا أهمية الثقافة في تنمية البلد.
وقد كتب "شكرا على هذه اللحظة التي لا تنسى في هذا المكان الساحر! شكرا على إحساس الألفة الذي غمرني. شكرا على هذا الدفء، وهذه المشاعر وهذا الشغف".
وبعدما سلط الضوء على أهمية المتاحف باعتبارها مؤسسات تصون الموروث المتجذر بعمق في عالم الثقافة، دبّج السيد إنفانتينو أن زيارة المتحف تعد "لحظة مفعمة بالسعادة والمتعة، نتقاسمها مع العائلة والأصدقاء".
وبهذه المناسبة، أكد السيد قطبي ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن متحف دار الباشا هو فضاء لاكتشاف غنى وتنوع تراثنا العريق ، مما يسهم في تطوير العرض السياحي.
وأشار إلى أن "هذا المتحف الذي يعكس تمازج عدة روافد ثقافية يشهد عددا كبيرا من الزيارات بفضل جودة مبانيه، وموقعه الجغرافي، كما يساهم في الثراء الثقافي لمراكش والمغرب".
ودار الباشا، التي تشرف عليها المؤسسة الوطنية للمتاحف وتقع في قلب المدينة العتيقة بمراكش، عبارة عن مبنى فخم شيد سنة 1910. ويعد هذا البناء مثالا أنموذجيا للرياض المكون من حديقة مستطيلة محاطة بست غرف على جوانبها الأربعة، مما يجعل مخطط الرياض يتماثل بشكل دقيق في ما يتعلق بمحاور الممرات المركزية.
وينطوي متحف دار الباشا، الذي يسمى حاليا "متحف الالتقاء"، على مساهمات ثقافية وتراثية، مادية وغير مادية، صاغت هوية البلد. وشهد المتحف منذ افتتاحه تنظيم خمسة معارض مؤقتة تهدف إلى إعطاء الزوار لمحة عن مختلف المكونات الثقافية والتاريخية للمملكة، حيث استقبلت أكثر من 250 ألف زائر.