وقال عزوزي في مقال حول مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية على موقعها الإلكتروني، إن المغرب "يقدم للعالم من خلال التنمية متعددة الأبعاد التي حققها أجمل صورة عن بلد من بلدان الجنوب مختلف عن الآخرين".
واعتبر عزوزي في هذا المقال الذي جاء تحت عنوان "خطاب ذكرى الثورة الجديد"، أن المغرب "فهم قواعد النظام العالمي، ووعى الأحداث المتتالية التي تقع في الساحة الدولية، واستطاع التموقع في نادي الدول الكبرى، وأجاد قواعد الحذر والرصانة دون هياج ولا ضجيج، ودون أية رغبة في الهيمنة على الآخر كيفما كان نوعه، والتجذير لقواعد جديدة في العمليات التبادلية".
وحسب الأكاديمي المغربي، فإن المملكة أسست لقاعدة مفادها أن أي نجاح اقتصادي تحققه دولة ما، لا يعني بالضرورة فشل الآخر أو حمله على الفشل في إطار ثنائية (صديق-عدو)، إذ يأخذ بدلا من ذلك بمبدأ (رابح-رابح)، مضيفا أن "مصالح شعوب المنطقة التي يدعو إليها المغرب هي في حسن النية والوحدة والتكامل والاندماج والواقعية والعمل الجاد وروح المسؤولية والوضوح والطموح".
وقال عزوزي، "فالمغرب تغير فعلا، ومغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وهو ماض في بناء علاقاته مع شركائه التقليديين حسب القواعد الجيواستراتيجية الجديدة، وبعقلية جديدة تقطع بصفة لارجعة فيها مع العقلية الكولونيالية البائدة، وهذا المنطق هو الذي يحكم توجه المغرب اليوم، في علاقته مع الجارة إسبانيا".
وأشار في هذا الصدد إلى أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب "يحمل معاني خاصة وإجابات دقيقة على مجموعة من الأسئلة التي وسمت المدة الأخيرة، وهذا الخطاب هو خطاب الصراحة وخطاب الحكمة وخطاب البناء الاستراتيجي الجديد".
وذكر الأكاديمي أن "القوة الناعمة للمغرب تقلق العديد من الدول"، مبرزا نقلا عن خطاب جلالة الملك أن ذلك "ما تأكد بالملموس، في مواجهة الهجمات المدروسة، التي يتعرض لها المغرب، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا".
وأشار إلى جلالة الملك أكد أيضا في خطابه السامي على أنه "المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة ، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون ، في ارتباط قوي بين العرش والشعب. والمغرب مستهدف أيضا، لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار التي لا تقدر بثمن".
وحسب عزوزي، فقد ساهم الاستقرار والانفتاح السياسيان في إعطاء المغرب مصداقية كبيرة، قاريا ودوليا، وتقدير شركائه العالميين، وثقة كبار المستثمرين، كشركات (بوينغ) و(رينو) و(بيجو) و(سافران) و(إيرباس) التي توجد جميعها في المغرب"، مضيفا في الوقت ذاته أن المغرب هو الذي نشر الإسلام الوسطي في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، وأن العديد من دول أفريقيا اليوم تطرق باب التسامح والتكوين الدينيين المثاليين في المغرب، لتكوين أئمتها بالممكلة.
وتوقف الأكاديمي المغربي عند تأكيد الخطاب الملكي السامي على أنه "قليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية ، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية. كما أن بعض قياداتها ، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي ، ولا تستطيع أن تساير التطورات".
وحسب نص الخطاب الملكي، فقد "أبانت الشهور الأخيرة، أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية. لذلك يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة".
واعتبر عزوزي أنه "لتلك الأسباب يحسدوننا، فتم تجنيد كل الوسائل الممكنة، واستعمال عدة وسائل لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع العديد من الدول، بل هناك تقارير، كما جاء في الخطاب الملكي، تجاوزت كل الحدود".
وخلص الأكاديمي المغربي إلى أنه "رب ضارة نافعة، فحسد الحاسدين لا يزيد بلدا مثل المغرب إلا إيمانا وإصرارا على البناء الاستراتيجي للدولة، وعلى جعلها دولة المؤسسات ذات المصداقية الوطنية والدولية".