وأوضح الأطلسي، في مقال بعنوان "صَرَاحَة في نيويورك… ومَنَاحَة في تندوف"، نشر اليوم الاثنين على الموقع الإلكتروني "مشاهد 24"، أنه في انسجام مع موْقعه كقائد تاريخي للبلاد، وَجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه، إلى تعبئة طاقات الشعب المغربي وكل مؤسساته السياسية، الحكومية والمدنية، التنفيذية والمنتخبة، ولكل قطاعاته الاقتصادية والاجتماعية، من أجل رفع مواجهة أخطار انحسار الأمطار، والانكماش الاقتصادي.
ولترجمة هذه التوجيهات الملكية لمواجهة آثار هذه الوضعية، شدد الأطلسي على أن المغاربة سيكونون "أمام ضرورة التسلح، ليس وحسب بإجراءات وآليات، مؤسساتية، بل أيضا امتلاك ثقافة جديدة، بيئية واقتصادية، تَتَحقق في السلوك اليومي للمواطن، وتتجلى في الممارسة العملية للفاعل الاقتصادي. ثقافةُ يكون البعد الوطني هو جوهرها. حفاظا على ثروات الوطن وتنمية لها".
وأكد أن الخطاب الملكي كان "مُخَصِّبا للسياسة ومُوَلِّدا لمُفاعلاتها في الحياة المغربية، الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية. على خط المشروع الملكي الإصلاحي والحداثي".
وفي هذا السياق، أبرز أن هذا التوجه الملكي هو "ما جعل من المغرب ما هو عليه اليوم. بلدٌ ناهض بمُقومات تنموية مُقنعة وواعدة. وبِدوْلة ذاتِ مِصداقية في المجتمع الدولي. أوضح تعبير عن ذلك هو مكانة الاحترام التي للمغرب في علاقاته الدولية. بحيث أنتجت له مكتسبات ديبلوماسية، فعالية ومردودية في علاقاته الخارجية، لها عائدات على أوراشه التنموية، وأيضا هي التي ترافع دفاعا على عدالة قضية وحدته الترابية، في علاقاته الثُنائية، وأساسا في الأمم المتحدة".
ونتيجة لذلك، استطرد الكاتب الصحفي أن المغرب سيجد نفسه أمام تحديات "مُناخية" بتحدي قساوة المناخ الطبيعي الذي يفرض صون الحق في الحياة، عبْر توفير الماء لكل المغاربة، وهو ثاني ضروريات الحياة، بعد الهواء. و"المُناخ الاجتماعي" الذي يُوجب إحداث نَقْلة نوعية في الاستثمار، وهو العامل الضروري لتحريك وإثْمار الدورة الاقتصادية، المُنتجة للثروة الوطنية، للإنتاج الوطني، لمناصب الشُّغل".
من جهة أخرى، سلط الأطلسي الضوء على استمرار جمود المقاربة الجزائرية للتحولات الدولية وملف قضية الصحراء المغربية، حيث "تعكس القيادة الجزائرية، في الأمم المتحدة، وطبعا خارجها، تَكلسا في نسيج دماغها السياسي. لا بل شلَلٌا فيه يمنعها من تدقيق، وتجديد، "نَظَرِها" لمتغيرات الوضع الدولي. وخاصة، لما هي منشغلة به من قضيتنا الوطنية".
وأشار الأطلسي إلى تدخلات مندوب الجزائر بالأمم المتحدة والتي "تعكس فقرا سياسيا وجفافا في الأفكار، مما يثير الشفقة عليه، بحيث لا يحتاج إلى رد السفير عمر هلال، مَضيعة لوقته.. السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تكفَّل بالرد المُفحم على القيادة الجزائرية عبر تقريره الذي سيؤسس مجلس الأمن عليه قراره نهاية أكتوبر هذا".
في نفس هذا المنحى، اعتبر الأطلسي أن إبراهيم غالي رئيس جماعة البوليساريو، "الذراع الانفصالي للقيادة الجزائرية والذي أسمته، هي نفسها، بنبطوش، ليس أحسن من المندوب الجزائري. لا بل أسوء، إذِ اقْتَرف ردا على تقرير الأمين العام، في رسالة مُوجَّهة إليه. أهم خلاصاته أن البوليساريو، وقبلها القيادة الجزائرية، ضِد قرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2602، ولم يجد في تقرير الأمين أي فقرة يوافقه عليها، وبعد اتهامه بإهمال كل مزاعم جماعته و”بمحاباة” المغرب، يدعوه إلى العودة إلى ما قبل 1991".
ولتفنيد هذه المزاعم والأباطيل، أكد الأطلسي أن زعيم البوليساريو الانفصالية "كتب في رده، إعلان انتهاء صلاحية جماعته وبَوَار ادعاءات القيادة الجزائرية"، معتبرا أن "الرجل ردَّ على صراحة السيد غوتيريش بمَناحة. ضد الأمم المتحدة وضد المجتمع الدولي بأجمعه، لأن ما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، ليس إلا ما أبلغته به بِعثة المينورسو في المنطقة".
وشدد على أن المغرب قد ساعد على إنتاج ثقافة الحل عبر مقترح الحكم الذاتي، ويساعد المجتمع الدولي أيضا، بمساره التنموي، وبآلياته الديمقراطية والتشاركية، "يطوره ويجدده باستمرار، وهو ما من شأنه أن يشكل مركز جاذبية، فعلية، في المنطقة، لفائدة دولها وشعوبها، وعبرها لفائدة افريقيا. جاذبية للتعاون، للسلم وللتقدم المشترك".