ويعد هذا الحدث الرائد ، الذي نظمه مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بشراكة مع السفارة المغربية بالكوت ديفوار ، والغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات، والمركز الجهوي للاستثمار ، أول حملة ترويجية تنظمها الجهة لفائدة المستثمرين من القارة.
وبحسب المنظمين فقد وقع اختيار أبيدجان كمحطة أولى لهذه الحملة الترويجية ، التي ستمتد لاحقا لعواصم إفريقية أخرى ، لكون المغرب والكوت ديفوار يقدمان مثالا ناجحا لتعاون جنوب - جنوب مثمر ومتبادل المنفعة.
وأشاروا في افتتاح هذا الحدث إلى أن الحضور النشط للشركات المغربية وحجم التجارة المتنامي بين البلدين يضعان في الاعتبار العلاقة بين محورين اقتصاديين يتمتعان بإمكانات ومؤهلات عالية.
هذا علاوة على كون جهة الداخلة وادي الذهب ، البوابة الطبيعية للمغرب نحو عمقه القاري ، قد طورت بفضل شراكة مع الدولة برنامج للتنمية الجهوية يوجد الآن في مرحلته الثانية من الإنجاز ما سيتيح لها التوفر على تجهيزات أساسية هيكلية مع العديد من أنشطة الخدمات التي ستمكن من تثمين والرفع من الإمكانيات الهائلة التي تميزها.
وفي هذا الإطار تم إبراز مؤهلات الجهة وبالخصوص الصيد البحري والتجارة والخدمات اللوجستية والسياحة والفلاحة والطاقة والرعاية الطبية والتكوين والتدريب ، وغيرها من المؤهلات التي تتيح للفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين التوفر على بيئة أعمال جذابة تسمح لهم باستغلال الإمكانات الكاملة للتجارة شمال جنوب ، والوصول السلس إلى أسواق بلدان المنطقة.
وفي هذا الصدد ، أوضح رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ينجا الخطاط في كلمته ، أن تنظيم هذا الحدث يدل على الاهتمام الخاص الذي توليه هذه الجهة على وجه الخصوص ، والمغرب بشكل عام للكوت ديفوار الدولة الشقيقة والصديقة، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين هي بالتأكيد المثال النموذجي، إن لم يكن الأكثر نجاحا، للتعاون بين بلدان الجنوب ، الذي يعود بالفائدة على الطرفين ويستند إلى مبدأ الربح للجميع.
وأشار إلى أنه في سياق عالمي يتسم بتزايد الجهوية الاقتصادية وتكثيف المنافسة التجارية والمالية ، أصبح تعزيز علاقات الشراكة بين الدول أو بين الجهات ضرورة حتمية، موضحا أن جهة الداخلة - وادي الذهب " تطمح إلى إقامة علاقات اقتصادية متجانسة وشاملة لتحرير الطاقات مع أشقائنا الإيفواريين ".
وأكد ينجا الخطاط أن رؤية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بعيدة الأمد لجهة الداخلة وادي الذهب ترتكز على موقعها الجغرافي المتميز، كمركز تجاري ولوجستي لمنطقتي شمال وغرب إفريقيا ، ونقطة دخول الاستثمارات الإقليمية والقارية.
وأبرز أن المحركات الاقتصادية الرئيسية لجهة الداخلة وادي الذهب ، والتي تمتد من صيد الأسماك إلى الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة، شهدت نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المشاريع القادمة تشمل بالخصوص إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي والمنطقة الحرة لغرب إفريقيا وأكبر حقل لطاقة الرياح في شمال إفريقيا.
كما لفت إلى أن قرار عدة دول بفتح قنصليات بالداخلة سيخلق فرصا استثمارية وتجارية جديدة ، مؤكدا أن المغرب الذي قرر جعل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا من أولوياته ، يعتزم جعل جهة الداخلة وادي الذهب بشكل خاص، والجهات الجنوبية للمملكة بشكل عام ، منطقة جاذبة للاستثمار ومحورا تجاريا ، مما يسهل الوصول إلى السوق الإفريقية.
وأكد في الختام أنه من أجل ذلك ترحب جهة الداخلة وادي الذهب بالمستثمرين الإيفواريين لاستكشاف العديد من الفرص والإمكانات الاقتصادية الكبيرة، كما توفر لهم نظام مواكبة مناسب لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
من جانبه ، قال سفير جلالة الملك في الكوت ديفوار ، عبد المالك الكتاني ، إن اختيار تنظيم هذا الحدث في أبيدجان ، ليس صدفة بل هو دليل إضافي على التعاون الممتاز القائم بين البلدين، والإرادة الواضحة لتعزيز هذه الروابط على المستوى الاقتصادي بهذه المبادرة العظيمة.
وأضاف أن هذا الخيار الحكيم تبرره حقيقة أن كوت ديفوار كانت دائما مدافعا قويا عن وحدة أراضي المملكة ، وقدمت على الدوام دعما ثابتا للمغرب في جميع الهيئات الإقليمية والدولية من أجل تعزيز وحدته الترابية.
وأبرز أهمية الجهة كحلقة وصل اقتصادي رئيسية بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء ، مشيرا إلى مشاريع التنمية التي تعرفها وحجم الاستثمارات الهامة بها والتي تقدر بمليارات الدولارات والتي تحظى بعناية واهتمام كبيرين من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجعل هذه الجهة مركزا اقتصاديا هاما.
من جهته ، أبرز رئيس الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات ، عبد المنعم فوزي ، المكانة المتميزة للعلاقات القائمة بين المغرب والكوت ديفوار في مختلف المناحي الاقتصادية والسياسية ، مضيفا أن الوجود النشط للشركات المغربية وحجم التجارة المتنامي يضعان في الاعتبار العلاقة بين محورين اقتصاديين يتمتعان بإمكانيات عالية تحتاج إلى التثمين والتعزيز.
وأكد على الأهمية التي تكتسيها جهة الداخلة وادي الذهب في التجارة في منطقة غرب إفريقيا ، مضيفا أنها تستضيف حتى الآن تسع تمثيليات قنصلية دبلوماسية من أصل عشرة تم افتتاحها من قبل دول التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا في الجهات الجنوبية للمملكة.
وأبرز أيضا ، أن الجهة تعد وجهة للسياحة البيئية والرعاية الطبية والتكوين والتعليم، ناهيك عن قطاعاتها الرئيسية المتطورة للتجارة واللوجستيك.
كما تميز الاجتماع بعرض قدمه مسؤول في المركز الجهوي للاستثمار استعرض فيه بالأرقام دينامية التنمية بالجهة ومختلف المشاريع والبرامج المنجزة ومشاريع التجهيزات الأساسية الرئيسية ، علاوة على فرص الاستثمار والمزايا والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين.