وأوضح السيد ينجا، خلال افتتاح ندوة جهوية نظمها مجلس المستشارين حول موضوع "الجهوية المتقدمة ورهانات التنمية الترابية المندمجة: جهة الداخلة - وادي الذهب نموذجا"، أن "الجهة عرفت وتعرف نهضة تنموية مهمة منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن الأم، وخاصة بعد تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة".
وأكد أن المغرب يطمح إلى أن تشكل جهة الداخلة - وادي الذهب قطبا اقتصاديا قاريا يربط المملكة بعمقها الإفريقي وبأوروبا وأمريكا، خاصة وأنها تحتل موقعا استراتيجيا وتزخر بالعديد من الإمكانات التي تتيح لها تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة، وتحسين جاذبية مجالها الترابي، وتقوية تنافسيتها الاقتصادية.
وذكّر، في هذا الصدد، بأن حجم الاستثمارات التي خصصت لتمويل المشاريع المتضمنة في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والخاص بجهة الداخلة - وادي الذهب، تجاوز 17.75 مليار درهم.
وأبرز أن النموذج التنموي لجهة الداخلة - وادي الذهب يقوم على أربع ركائز رئيسية تم تفعيلها عبر ثمانية برامج، تشمل "تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الإنتاجي"، و"إدماج المقاولات في النسيج الاقتصادي"، و"التأهيل البشري"، و"تثمين الثقافة الحسانية"، و"التدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة"، و"تقوية شبكات الربط والتواصل والتهيئة الرقمية"، و"تقوية صلاحيات المنتخبين الجهويين"، و"خلق آليات مبتكرة للتمويل".
وأضاف أنه، اعتبارا للمنظومة الإيكولوجية الغنية للجهة والمعترف بها عالميا، فإن النموذج التنموي الجديد يضع في صلب رؤيته ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في "الاستدامة" و"التثمين" و"الربط"، بهدف المحافظة وتثمين المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجهة والمتمثلة في موقع استراتيجي، وواجهة مزدوجة تجمع بين البحر والصحراء، ومناخ معتدل، وطقس مشمس طيلة أيام السنة، ومواقع طبيعية متميزة.
من جهة أخرى، أكد السيد ينجا أنه، انطلاقا من الحرص على مواكبة الاستراتيجية الملكية والمساهمة في التنزيل الأمثل لمختلف الأوراش التنموية، فقد كان المجلس الجهوي للداخلة - وادي الذهب سباقا للمصادقة على التصميم الجهوي لإعداد التراب، وكذا برنامج التنمية الجهوية، والذي تمت مراجعته من خلال عقد – برنامج بين الدولة والجهة.
وتندرج هذه الندوة، الثالثة من نوعها، والمنظمة بشراكة مع جهة الداخلة - وادي الذهب، ضمن الأعمال التحضيرية لعقد الدورة الخامسة للملتقى البرلماني السنوي للجهات في غضون السنة الجارية، كما تأتي في سياق الانفتاح المتواصل للمجلس على انشغالات وتطلعات مختلف جهات المملكة، وعمله الدؤوب لتجسيد هويته الدستورية كامتداد برلماني للجهات.
وتوزعت أشغال هذه الندوة على ثلاث محاور رئيسية، همت "ممارسة الاختصاصات الذاتية والمشتركة في مجال التنمية الاقتصادية: تحسين جاذبية المجال الترابي وتقوية التنافسية نموذجا"، و"اللاتمركز الإداري بجهة الداخلة- وادي الذهب: دعامة أساسية لتحقيق تنمية جهوية مندمجة"، و"الشأن الثقافي المحلي: أية ممارسة على ضوء الذاتي والمشترك".
ويعكس اختيار موضوع "التنمية الترابية المندمجة" محورا لهذه الندوة الجهوية، الحرص على تحقيق الالتقائية المتوخاة، وضمان النجاعة المطلوبة لأوراش عمل مجلس المستشارين ذات الصلة بالجهوية المتقدمة، والتي يتصدرها هذا العام تشكيل "مجموعة عمل موضوعاتية مؤقتة" أسندت إليها مهمة إعداد دراسة حول "مناخ الأعمال والتنمية الجهوية".
وتميزت هذه الندوة الموضوعاتية الجهوية بحضور، على الخصوص، رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، ووالي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، ووفد عن مجلس المستشارين، بالإضافة إلى عدد من المنتخبين المحليين ورؤساء وممثلي المصالح الخارجية والفعاليات الاقتصادية.