وقد حظيت كرة القدم النسوية المغربية ، خلال الآونة الأخيرة ، بإشادة كبيرة نظير الأداء غير المسبوق للاعبات المغربيات على كافة المستويات ، خاصة عقب التتويج بدوري أبطال إفريقيا، وبلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم والتأهل لكأس العالم.
فعلى مستوى المنتخب الوطني للسيدات، وقع المغرب على مشاركة تاريخية خلال النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا حيث عبرت لبؤات الأطلس إلى النهائي لأول مرة، أمام جنوب إفريقيا.
كأس إفريقيا للأمم 2022، شكلت نجاحا كبيرا للمغرب وعلامة فارقة بالنسبة للبؤات الأطلس، اللائي حققن، بفضل تأهلهن لنصف النهائي، إنجازا غير مسبوق، وهو التأهل لكأس العالم للسيدات المقرر في أستراليا ونيوزيلندا مابين 20 يوليوز و20 غشت 2023.
كانت نسخة 2022 من كأس إفريقيا للأمم للسيدات أيضا نجاحا رياضيا رائعا للمنتخب المغربي لكرة القدم النسوية، الذي أطاح في طريقه للنهائي بنظيره النيجيري المرشح الكبير، المتوج بالبطولة 11 مرة من أصل 13، منذ عام 1991.
وبفضل نجاح نسخة 2022 من كأس إفريقيا للأمم على مستوى التنظيم والحضور الجماهيري، تم اختيار المغرب مرة أخرى من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لاستضافة النسخة المقبلة في عام 2024 من هذه المسابقة القارية.
على مستوى الأندية، نجح فريق الجيش الملكي النسوي في تدوين اسمه ضمن سجلات كرة القدم الإفريقية للسيدات بفوزه بأول لقب له في دوري أبطال إفريقيا ضد ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي برباعية نظيفة.
أداء يدل على العمل الكبير والمنجز على مستوى الأندية لتطوير كرة القدم النسوية في المغرب وتحقيق الريادة قاريا.
في إنجاز تاريخي آخر، تأهل المنتخب الوطني للسيدات لأقل من 17 سنة للمونديال، بعد فوزه بضربات الجزاء الترجيحية على غانا (4-2).
كما أحرز المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية المدرسية البطولة الإفريقية في كينشاسا ضد جنوب إفريقيا (1-0).
وفي هذا الصدد ، أشارت رئيسة العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية خديجة إيلا ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اعتمدت استراتيجية شاملة لتطوير كرة القدم على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية والفئات العمرية.
وقالت إن " هذه الاستراتيجية أثمرت نتائج جيدة ، بعد الأداء الرائع للاعبات المغربيات، من خلال تأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة لأول مرة للمونديال، والمشاركة الرائعة في كأس إفريقيا للأمم للمنتخب الأول، وتتويج سيدات الجيش الملكي بدوري أبطال إفريقيا وتأهل لبؤات الأطلس لكأس العالم المقبلة المرتقبة في أستراليا ونيوزيلندا".
وأضافت أن "هذه الإنجازات هي نتيجة عمل دؤوب وفعال نابع من رغبة قوية في جعل كرة القدم النسوية المغربية تتسلق أعلى المراتب قاريا ودوليا".
واعتبرت إيلا أن "تطوير كرة القدم النسوية يعتبر نموذجا لتطوير الرياضة النسوية بشكل عام ورفع العلم المغربي عاليا في المنافسات الرياضية الدولية"، مشيرة إلى أن هذا النجاح يتطلب تضافر جهود مختلف المتدخلين لتطوير ممارسة الرياضة النسوية.
وخلصت إلى أن "كرة القدم النسوية المغربية تألقت بفضل مجهودات جميع الفاعلين، ولا سيما الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والإدارة التقنية الوطنية، والعصب الجهوية، والعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية ، فضلا عن أندية البطولة الوطنية، الشيء الذي مكن كرة القدم النسوية المغربية من البصم على حضور مشرف دوليا".