عملها بوكالة استشارية بمكتبها الأنيق بحي أكدال في الرباط، لا يمنعها من لعب دور آخر حيث لا تتأخر في ارتداء قبعتها وحذائها الرياضي من أجل دعم قضية إنسانية.
وتعد منظمة اللحاق النسائي الرياضي والتضامني "الصحراوية" بالداخلة شغوفة بالرياضة، حيث تمارسها وتشجع عليها كوسيلة للتحسيس بالمساواة بين الجنسين.
وفي هذا الصدد، أوضحت أوعشي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "التمييز القائم على النوع لا يزال منتشرا في الأوساط الرياضية ويتخذ عدة أشكال، كالولوج المحدود إلى مناصب المسؤولية والأجر المنخفض مقارنة بالرجال وثقل التقاليد الذي يعيق ممارسة بعض التخصصات والتنقل للمشاركة في البطولات ، والقائمة لا تتوقف عند هذا الحد".
وحسب ليلى أوعشي فهذا الواقع المحزن لا يعكس "الإمكانات الهائلة" للرياضة النسائية وأداءها الجيد الذي حققته مؤخرا ، كما أنه لا يعكس ارتفاع شعبية الرياضة في صفوف النساء والفتيات اللواتي بدأن يمارسن بشكل أكبر الرياضة كالجري وكرة المضرب وكرة اليد في الغابة أو الشارع.
وأضافت أن الرياضة يجب أن تكون عنصرا أساسيا في جميع الجهود الرامية إلى تعزيز حقوق النساء، ويجب أن تكون هناك إرادة واستراتيجية لتشجيع ممارسة الرياضة النسائية سواء بشكل احترافي أو كهواية.
لا تتوقف ليلى عن الإشادة بالرياضة التي تعتبرها تمرينا هاما على المستوى النفسي والبدني.
وقدمت كمثال على ذلك لحاق "الصحراوية" الذي يتطلب من المشاركات فيه أن يخرجن من منطقة راحتهن واكتشاف جوانب جديدة ، وترك أزواجهن وأبنائهن وراءهن لمدة أسبوع، مبرزة بهذا الصدد انعكاس هذه المغامرة عليهن من حيث تطوير الذات والاستقلالية.
وإذا كان لحاق " الصحراوية " يشكل تحديا للمشاركات، فقد كان أيضا تحديا بالنسبة لمؤسسته ليلى أوعشي.
تتذكر ليلى بتأثر البداية في 2012 ، عندما كان المشروع مجرد فكرة. و بنبرة لا تخلو من الفخر تقول "كان علينا التفكير في كل شيء ، والبحث عن شركاء ، ومشاركات، وهذا لم يكن أمرا سهلا. من الواضح أننا قطعنا شوطا طويلا. اليوم ، نتلقى طلبات تلقائية للتسجيل من جميع أنحاء العالم ، وطلبات للتغطية الإعلامية من عدة دول حول العالم. على الصعيد المؤسساتي، نجحنا في جمع العديد من الشركاء حول هذا الحدث الرياضي والتضامني. باختصار ، أصبح لحاق "الصحراوية" حدثا بارزا معروفا في جميع أنحاء العالم".
وبالإضافة إلى هذا العمل التي نفذته ببراعة، بالاعتماد على مسار مهني طويل في التواصل، تعرب مسؤولة الإنتاج السابقة بالقناة الثانية ومستشارة الوزير الأول الأسبق إدريس جطو عن فخرها بجعلها العمل الجمعوي جوهرا للحاق " الصحراوية" .
وأكدت أن "جميع المشاركات يمثلن طبقات اجتماعية وبلدانا مختلفة، وقد جمعت الدورة الأخيرة ثلاثين منظمة غير حكومية. وتمكنا من جمع أموال لمساعدة الساكنة المحلية التي تعاني من الهشاشة. وبالإضافة إلى لحاق "الصحراوية"، نقوم بأعمال إنسانية على مدار السنة. لقد نجحنا في الجمع بين مجموعة من النساء حول قيم التضامن والإيثار والمواطنة. و "هذا هو أعظم إنجازاتنا".
لا تخشى أوعشي التي تعتبر أيضا رئيسة لوكالة استشارية ورئيسة مؤسسة الحسن السنوسي التي تدعم النساء والأطفال في وضعية صعبة، من الجمع بين الأدوار والمسؤوليات التي تقوم بها بنكران للذات واقتدار. غير أن ذلك لا يمنعها من تخصيص وقت لنفسها للتأمل والراحة والاسترخاء وممارسة الرياضة والاستمتاع بوجبتها المفضلة أو سماع الموسيقى الكلاسيكية لمطربات كأم كلثوم ووردة .
وبخصوص اليوم العالمي للمرأة والتحديات التي يجب رفعها لتحسين وضعية المرأة ، اعتبرت ليلى أوعشي أنه من الملح إيجاد حلول لمشكلة الأمهات العازبات وأطفالهن الذين يرفضهم المجتمع.
وقالت إنه "من المؤسف أن نلاحظ أن هؤلاء النساء لا يتوفرن على أي حق. وهذا هو السبب في أننا في المغرب اليوم ما زلنا نرى أطفالا رضع في القمامة، وأطفالا متخلى عنهم في الشارع ... ".
وحسب ليلى أوعشي التي تقول أنها متأثرة بعمل ونضال الراحلة عائشة الشنا ، فإنه بالإضافة إلى تطوير النصوص، "نحن بحاجة إلى تطور على مستوى العقليات واستثمار أكثر في الجوانب المتعلقة بتكوين الأخصائيين الاجتماعيين والإرشاد القانوني والدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي للأمهات العازبات".