وأكد البلدان مرارا رغبتهما في توطيد علاقاتهما الثنائية وتقوية أواصر التعاون، لا سيما من خلال إقامة شراكات في عدة مجالات وتبادل زيارات الوفود والمسؤولين رفيعي المستوى.
وعلى هذا الأساس، فإن الرباط وبرلين، اللتين تتطلعان إلى المستقبل تحت شعار تعاون متجدد ومتبادل المنفعة، مصممتان على الاستفادة من إمكاناتهما الهائلة لبناء علاقة قادرة على الاستجابة للتحديات المشتركة فيما يتعلق بالتنمية والازدهار والتقدم.
وقد شهدت العلاقة التاريخية بين المغرب وألمانيا بالفعل دينامية إيجابية للغاية منذ الرسالة التي وجهها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى جلالة الملك محمد السادس، وكذلك زيارة وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إلى المغرب في غشت الماضي.
ففي 6 يوليوز ببرلين، اتفق البلدان على إطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد، والذي يشكل قاعدة للمضي قدما في إطار علاقاتهما ويعزز الانسجام بين مختلف مجالات التعاون الثنائي.
ويرتكز هذا الحوار الاستراتيجي على القيم المشتركة والاحترام المتبادل بهدف ترسيخ مبادئ وأسس العلاقات بين المغرب وألمانيا في أفق الحفاظ على المصالح ذات الأولوية للبلدين وتعزيزها.
وقال هشام الفونتي، المستشار السياسي لغرفة التجارة والصناعة في شمال الراين - ويستفاليا، لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرباط وبرلين يرسيان الأساس لشراكة شاملة ومتجددة من أجل تعاون مثمر واستراتيجي قادر على الاستجابة لمختلف التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن المغرب هو الشريك الرئيسي لألمانيا في منطقة شمال إفريقيا.
وأشار السيد الفونتي إلى أن العلاقات الثنائية قد اتخذت في الآونة الأخيرة زخما جديدا اقتصاديا وسياسيا، مبرزا أن هذا التطور الملحوظ في العلاقات سيثمر عوائد إيجابية للبلدين في العديد من المجالات والقطاعات الإنتاجية.
ومن الناحية الاقتصادية، تعززت العلاقات المغربية الألمانية خلال العشرين عامًا الماضية، ولا سيما من خلال إعلان الرباط لعام 2013 وشراكات الإصلاح لعام 2019.
واليوم، هناك ما يقرب من 300 شركة ذات رأسمال ألماني ممثلة في المغرب. رقم ينتظر أن يزداد مع تقوية العلاقات بين البلدين، وذلك بفضل الفصل الجديد الذي دشنه البلدان.
وأضاف السيد الفونتي أن المملكة المغربية أصبحت بفضل سياستها الاستثمارية، على نحو متزايد، مركز اهتمام العديد من البلدان في إفريقيا وأوروبا، مما يتيح لها اختيار شركائها الاستراتيجيين.
وبفضل إرادتهما المشتركة، يؤكد المغرب وألمانيا عن التزام راسخ لتعميق علاقاتهما الطويلة الأمد، بهدف أسمى يتمثل في توطيد شراكتهما الاستراتيجية الموجهة نحو المستقبل بشكل أكبر.