وفي هذا الصدد، قال خبير العلاقات الدولية ماركو باراتو ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن خطاب جلالة الملك، كالعادة، أساس عميق للتفكير ومصدر كبير للإلهام، مسجلا دعوة جلالة الملك إلى الالتزام بمبادئ المملكة الضاربة في عمق التاريخ، والتي تكتسي فيها الجدية والتفاني والتضامن أهمية كبيرة على الصعيدين الوطني والدولي.
وأشار الكاتب إلى أن "جلالة الملك ذكّر المغاربة بفضائلهم وتفردهم الموروث منذ قرون والتي أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لمواصلة مشاريع التنمية المختلفة ورفع الطموحات واجتياز عتبات جديدة" ، مسجلا أن النموذج الذي دعا إليه أمير المؤمنين "يحث على الانخراط في المجتمع العالمي مع الحرص على التشبث بمنظومة القيم، التي تعد معيارا وأساسا وقوة للتغلب على جميع أنواع التحديات".
وبحسب السيد باراتو ، فإن "المغرب لطالما كان وفيا وذا مصداقية وملتزما". وقال: "إن موروث القيم هذا هو ما يميز نهجه المتفرد والحكيم، ويتجلى ذلك في العديد من الملفات الاستراتيجية في المنطقة، مثل القضية الفلسطينية، والهجرة، ومحاربة التطرف"، مشيرا إلى أن "المملكة أمة موثوق بها ومتسامحة في عيون العالم بأسره ".
ويرى الخبير الإيطالي أن القرار الذي تقدم به المغرب، ضد حرق نسخ القرآن الكريم، وخطاب الكراهية، "مثال بليغ آخر"، موضحا أن هذا "القرار ليس ضد الفعل نفسه فحسب، بل ضد كل الأفعال الرامية إلى ازدراء الأديان".
وخلص المتحدث إلى القول إن "هذا القرار هو رمز لمنظومة القيم المغربية، أمة أصيلة ومنفتحة حريصة على احترام العقيدة والحوار بين الأديان".
من جانبه، قال الصحفي الإيطالي ماسيميليانو بوكوليني، في تصريح مماثل، إن "جلالة الملك قد ارتقى بقيم المملكة الثابثة التي أصبحت الآن قصة نجاح في عدة مجالات".
ويضيف المتحدث أنه وفقا لرؤية جلالة الملك المستنيرة، فإن الجدية والعمل والثقة قد مكنت المغرب من إنجاح مسار طويل من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستفادة من الدعم الدولي الواسع، لا سيما على مستوى القضية الوطنية المشروعة.
وخلص إلى القول إن جلالة الملك سلط الضوء على الأوراش ذات الأولوية للمغرب، على غرار الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الطاقات المتجددة، وتطوير الهيدروجين الأخضر، أو "طموحات وإمكانات المملكة الهائلة".