وأوضح السيد الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك أكد، من خلال الدعوة إلى التحلي بالجدية والتفاني، على أهمية القيم في بناء دولة وطنية قادرة على تحمل مسؤولياتها ومواجهة التحديات والرهانات الدولية، والصدمات الخارجية الناجمة عن التحولات الكبرى التي يمر بها العالم في الوقت الراهن.
وقال إن الأمر يتعلق بخطاب للتشجيع وتفعيل منظومة تحمل المسؤولية، بالنظر إلى أن المغرب بلغ مرحلة النضج بفضل الرؤية الشاملة لجلالة الملك، مما منحه زخما جديدا من النمو والدينامية والتنمية، مشيرا إلى أن المغرب بحاجة إلى استراتيجية لتعزيز التنمية عبر سواعد الشباب كما أكد على ذلك جلالة الملك.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد الروداني أهمية الشباب والنبوغ المغربيين، كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطابه، من خلال الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم، وابتكارات الشباب المغربي، النشيط والديناميكي، تماشيا مع رؤية جلالة الملك الرامية إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، مضيفا أن ترشيح المغرب المشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، يندرج في إطار رؤية جيو - سياسية للقوة الناعمة.
وعلى صعيد آخر، أشار الخبير في المجال الإستراتيجي والأمني إلى أن جلالة الملك جدد التأكيد على سياسة اليد الممدودة إلى الجزائر، معتبرا أن هذه المقاربة تتوخى وضع إستراتيجية من شأنها الحد من المشاكل والصراعات القائمة بين البلدين، من خلال إبراز الروابط المتينة بين الشعبين المغربي والجزائري.
كما أكد أن خطاب العرش يجسد الإرادة الراسخة لجلالة الملك في نسج علاقة وطيدة ومستدامة مع الجزائر، وكذا بناء فضاء مغاربي قادر على تحمل مسؤولياته في عالم يتسم بتغيرات جيو-إستراتيجية عميقة.
وبخصوص القضية الفلسطينية، سجل الخبير، أن جلالة الملك أبرز في خطابه السامي الأهمية التي توليها المملكة للقضية الفلسطينية التي تظل أولوية مطلقة بالنسبة للدبلوماسية المغربية، ويتم الدفاع عنها بشجاعة ومسؤولية.
أما في ما يتعلق بقضية الصحراء، فقد أشار السيد الروداني إلى أن الاعترافات المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه من قبل دول مؤثرة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذا المواقف الإيجابية لعدة دول أوروبية مثل إسبانيا وألمانيا ولوكسمبورغ وإيطاليا وصربيا... تثبت أن الدينامية الدولية بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة هي قضية استراتيجية لكي تصبح الأقاليم الجنوبية حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا.
وخلص المحلل السياسي إلى أن "تفعيل المسؤوليات من خلال تسريع تنزيل العديد من المشاريع الرائدة مثل الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة يقع في صلب تنمية الأقاليم الجنوبية، التي تتجه لتصبح قطبا ومحورا استراتيجيا لتنمية غرب إفريقيا.