وأوضح السيد لبكر، وهو أستاذ القانون العام بكلية الحقوق التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرسالة الأولى موجهة للمنتظم الدولي بأكمله، فحواها أن الأشواط التي قطعها المغرب في سبيل إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي يعرف توالي الاعترافات بسيادة المغرب على صحرائه وتزايد الدعم لمخطط الحكم الذاتي، هي ثمرة للعمل الدؤوب والتفكير المعمق والالتزام الأخلاقي بمبادئ الشرعية الدولية، وهو ما يرمز إلى مفهوم الجدية الذي استعمله جلالة الملك في هذا الصدد.
أما الرسالة الثانية من هذا الخطاب الملكي فهي موجهة، حسب المحلل السياسي، إلى الداخل بكل مكوناته السياسية والإدارية والقضائية والاقتصادية وعموم المواطنين، مضمونها أن الجدية التي أبان عليها المغرب في الخارج، وترجمت بتزايد عدد الدول الداعمة لمشروعه، يجب أن تجد صداها في الداخل من خلال خدمة المواطن واختيار الكفاءات المؤهلة وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة، والاهتمام بما ينفع البلاد في كافة المجالات.
وأشار السيد لبكر إلى أن الجدية التي شدد عليها صاحب الجلالة في هذا الصدد يراد بها أن تشكل منهجا متكاملا على الصعيد الداخلي، قوامه ربط المسؤولية بالمحاسبة وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص بين الجميع.
أما الرسالة الثالثة يضيف السيد لبكر، فتتمثل في دعوة جلالته المتجددة للجارة الجزائر إلى عودة الأمور إلى طبيعتها وفتح الحدود بين البلدين، مما يعكس التزام جلالته الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الجارة الشقيقة، والانتصار لمبادئ المحبة والصداقة والتبادل والتواصل بين الشعبين الشقيقين.