وهكذا، شد ما لا يقل عن 80 شاحنة الرحال صوب مراكش مزينة بعناية بالأعلام الوطنية، وصور صاحب الجلالة وخريطة المغرب، وهي محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية (من خيام، وأفرشة، وأغطية، وملابس وغيرها)، في سلسلة غير مسبوقة من التضامن والتآزر، عبر طريق "الأمل والتفاؤل"، انطلاقا من مدن العيون وبوجدور والسمارة وطرفاية، تحت شعار: "مهما قست الظروف، فإن المغرب، الفخور بملكه، وبقواه الحية، سيبقى موحدا إلى الأبد، ومتحدا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب".
+ كرم راسخ وتلقائي:
وفي تحد لطول الرحلة، لم يتردد المتطوعون الصحراويون، رجالا ونساء، متحلين بعزيمة قوية ونكران للذات، لحظة واحدة في الصعود على متن هذه الشاحنات، في إلتفاتة إنسانية نبيلة، لمساعدة المتضررين جراء الزلزال، والتعبير لهم عن عمق التعاطف وروح التآزر.
وأوضح رئيس الفيدرالية الإقليمية لأمهات وآباء التلاميذ ببوجدور، الخراشي الموساوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "انطلقت هذه القافلة التضامنية المكونة من 80 شاحنة من أمام قصر المؤتمرات بالعيون، تضامنا مع إخواننا المتضررين من الزلزال"، مؤكدا أن "سكان الأقاليم الجنوبية جنود مجندة خلف صاحب الجلالة ويثمنون المجهودات التي تقوم بها السلطات المحلية".
+ إصرار لا يلين استجابة لنداء الوطن:
كغيرها من القوافل التضامنية التي انطلقت من كافة مدن المملكة، تدل هذه المبادرة الإنسانية على روح التكافل التام، من قبل الفاعلين الجمعويين والفاعلين الاقتصاديين والشركات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، في أبلغ شهادة على الاستجابة لنداء الوطن، نداء التضامن والعمل يدا في يد لمواجهة التحديات والصعاب.
ويتعلق الأمر بمبادرة تظهر أسمى معاني النبل والإنسانية، وتوضح إذا لزم الأمر، أن سكان جنوب المملكة، الفخورين بمغربيتهم، يظلون مخلصين للقيم المقدسة للمملكة ومعبئين وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا السياق قالت عضو فيدرالية أمهات وآباء التلاميذ ببوجدور، خادم الله هبول، "نحن مواطنو جهة العيون الساقية الحمراء، نتضامن مع مواطنينا المتضررين" بفعل الزلزال.
وأضافت أن "العنصر النسوي حاضر بقوة في هذه القافلة بمتطوعات شابات قدمن بافتخار واعتزاز لتلبية واجب الوطن".
+ التنظيم مفتاح نجاح القافلة:
منذ انطلاقتها من الأقاليم الجنوبية للمملكة، تميزت هذه القافلة بمستوى عال من التنظيم، لتحقيق أهدافها بالسرعة والكفاءة المطلوبين في مثل هذه الظروف، من أجل إيصال المساعدات في أفضل الظروف.
ونقلت قافلة التضامن، التي رافقها عناصر من الدرك الملكي، على طول الطريق الذي سلكته والمدن التي عبرتها، المساعدات في ظروف ممتازة، مع عدة محطات توقف مقررة طوال الرحلة.
ولدى وصولها إلى منطقة تارغا على الطريق السيار أكادير-مراكش، استقبلت قافلة التضامن من طرف ممثلي السلطات المحلية قبل الشروع في توجيه الشاحنات نحو المستودع المركزي بمراكش الذي أحدثه مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتجميع المساعدات الموجهة لضحايا زلزال الحوز.
وقال الفاعل الجمعوي بالعيون، الحسين هرمة، "قدمنا للعالم من خلال هذه القافلة دروسا في التضامن والتكافل"، مضيفا بتأثر "لقد شاهد الجميع تفقد صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمتضررين، ونحن كساكنة جهة العيون الساقية الحمراء، نسير على خطى جلالة الملك لتقديم الدعم لإخواننا في الحوز".