وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، بتعاون مع جمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس بالرباط، والجمعية المغربية للتنمية والتكوين والإدماج، أن هذا الكتاب يقدم قراءات جديدة لعدد من المفاهيم الخاصة بالوطنية والمواطنة.
وأكدوا خلال اللقاء، الذي عرف مشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين، أن هذا المؤلف يسلط الضوء على قضايا ذات راهنية تشغل بال الباحثين والمفكرين وطنيا ودوليا وتهم، على الخصوص، حفظ الذاكرة والمجالات التاريخية التي ينبغي الاهتمام بها على مستوى البحث والتنقيب.
وبالمناسبة، قال السيد الكثيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذا اللقاء يأتي في سياق تحقيق أهداف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الرامية إلى إشاعة روح وقيم المواطنة، لاسيما في صفوف الشباب.
وأوضح أن هذه المبادرة تعكس حرص المندوبية على تكريس المثل العليا التي تربى عليها الجيل الأول من مناضلي الحركة الوطنية، مشيرا إلى أن اللقاء توخى التحفيز على الاهتمام بالذاكرة التاريخية الوطنية "باعتبارها روح الأمة ونبضها ومكنونها" ولدورها الريادي في حفظ وصيانة الموروث التاريخي من آفة النسيان والاندثار.
من جهتها، قالت خديجة شاكر، رئيسة جمعية خريجات وخريجي مدارس محمد الخامس، في تصريح مماثل، إن الكتاب يستحضر الماضي بدروسه المستفادة وقيمه الراسخة، وكذا الحاضر بما تستدعي أحداثه من عودة للقيم الجامعة للأمة.
وأضافت أن الكتاب "يطرح مجموعة من القضايا الراهنة، مثل النموذج التنموي الجديد، والجهوية المتقدمة، والحكامة"، مبرزة أن مؤلفه "استطاع ترسيخ هذه المفاهيم عبر مقاربة قيمية تاريخة فريدة".
ويعتبر كتاب "في الوطنية والمواطنة : عروض ومحاضرات ودروس افتتاحية"، الذي صدر سنة 2021 ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، استمرارا لمضمون الإصدار الأول المعنون بـ"صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية : محاضرات ودروس افتتاحية" الذي رأى النور سنة 2009.
ويهدف إصدار هذا الكتاب، الذي يتضمن عددا من النصوص والمحاضرات والمداخلات التي قدمها مصطفى الكثيري خلال فعاليات علمية، إلى توثيق الذاكرة التاريخية ونشر دروسها وعبرها، وتوفير مادة علمية للباحثين في مجال التاريخ والقيم الوطنية.