النباهة العالية، والإخلاص واللباقة والحزم كلها صفات، من بين أخرى تتكرر على ألسنة زملاء إيمان المرضي لدى سؤالهم عن ضابط الأمن إيمان، فيما يشهد مسارها الدراسي وخطواتها قبل ولوجها سلك الشرطة على تميزها وكفاءتها، التي تخولها البصم بجدارة على مسار مهني ناجح في المستقبل بحسب زملائها.
كان ولوج إيمان المرضي لأسلاك المديرية العامة للأمن الوطني، تتويجا لسنوات من التحصيل العلمي والأكاديمي، ولمسار تعليمي ناجح، مكنها من مراكمة تجارب ومهارات مختلفة تميزها اليوم كضابط أمن داخل مصلحة أمنية كانت حكرا على الرجال.
رأت إيمان النور بمدينة سلا سنة 1997، وترعرعت بها، وفيها تابعت دراستها بتفوق ومثابرة حتى نيلها شهادة البكالوريا في شعبة علوم الحياة والأرض سنة 2015.
وواصلت إيمان مسارها الأكاديمي لتحصل سنة 2018 على الإجازة في الاقتصاد، وبعدها على شهادة الماستر في العلوم السياسية والاقتصادية بجامعة ابن طفيل، وهي تواصل دراستها حاليا في السنة الثانية من سلك الدكتوراه في تخصص العلوم الاقتصادية والسياسية.
ولاشك في أن ما راكمته إيمان من مهارات، من خلال التخصصات الدراسية التي اختارتها، شكل لبنة جوهرية لنضج كفاءتها كضابط أمن، بعد التكوين الذي تلقته في المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، الذي التحقت به سنة 2020 عقب اجتيازها بنجاح الاختبارات الشفوية والكتابية والبدنية.
وأكدت إيمان المرضي، في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فترة تكوينها بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، ستظل تجربة راسخة في ذهنها، لأنها مكنتها من تعزيز قدراتها ومؤهلاتها المهنية وكذا بناء قدرات معرفية في مختلف المجالات العلمية، عدا عن الدروس والتداريب النظرية والتطبيقية التي مكنتها من مباشرة عملها بأريحية وتفان.
وتعود إيمان بذاكرتها إلى فترة تكوينها في المعهد لتؤكد أن "ذلك التكوين كان موحدا مع زملائنا الرجال في جميع التخصصات، سواء تعلق الأمر بالشرطة القضائية أو الاستعلامات العامة أو الأمن العمومي، وكذلك الشأن بالنسبة للتداريب البدنية".
وأعربت إيمان عن اعتزازها لأنها كانت من بين أولى الضابطات اللواتي التحقن بالوحدات المشكلة، مؤكدة أن ذلك "شكل مصدر فخر، وفرصة لكي نبرهن على كفاءاتنا ومهاراتنا التي تلقيناها بالمعهد الملكي للشرطة، لاسيما أننا تلقينا التداريب نفسها على غرار زملائنا الرجال".
وبعد نجاحها باستحقاق في التكوين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، التحقت إيمان للعمل بالوحدات المشكلة سنة 2021، حيث كان التدبير الإداري البوابة التي باشرت من خلالها مسارها المهني داخل أسلاك المديرية العامة للأمن الوطني.
وأوضحت إيمان أنها كانت أول ضابط أمن امرأة تلتحق بالمجموعة المتنقلة للأمن 99 بالرباط، مشيرة إلى أن التدبير الإداري داخل الوحدات المشكلة كان حكرا على الرجال، إلا أن الحضور المتزايد للنساء ومجهودات المديرية العامة للأمن الوطني من أجل إدماج المرأة في مختلف المصالح والمجالات الشرطية، جعل من وجود المرأة في هذه المصلحة أمرا طبيعيا اليوم.
وأبرزت إيمان، التي يشهد لها زملاؤها ورؤساؤها في المقر بالكفاءة والجدية، أن المهام الإدارية الموكولة إليها بالمجموعة المتنقلة للأمن 99 بالرباط، تتجلى أساسا في الإشراف على التنسيق الإداري والتنظيم والمراقبة لطلبات الموظفين التابعين للمجموعة المتنقلة للأمن 99 بالرباط، وكذلك بين الفرق الأخرى التابعة للمجموعة وما بين المصالح المركزية، وتوجيه المراسلات الواردة والصادرة وتنسيق توزيع المذكرات المديرية والمصلحية، إضافة إلى مهام أخرى.
وبابتسامة تنم عن الكثير من الثقة، تقول لدى سؤالها عما إذا كانت قد واجهت معيقات في الاندماج أو في تقبل وسطها العائلي لهذه المهنة، إن الوسط الذي نشأت فيه شجعها بقوة على المضي قدما في هذا المسار المهني، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن اندماجها في العمل ضمن الوحدات المشكلة كان يسيرا إلى حد كبير.
وأكدت مواصلتها لمسار التطوير الذاتي بالموازاة مع عملها بطموح واجتهاد، بحكم متابعتها للدراسة حاليا بسلك الدكتوراة، من أجل صقل معارفها ومهاراتها المهنية، خاصة وأنها تطمح لشغل مناصب مسؤولية أكبر في المستقبل داخل أسلاك المديرية العامة للأمن الوطني.
وعبرت إيمان عن شعورها بالفخر لانتمائها لمهنتها، وبحضور النساء المتزايد داخل أسلاك المديرية العامة للأمن الوطني، مشيدة بما راكمته زميلاتها من النساء من تفوق وتألق وإثبات للكفاءة. واعتبرت أن اليوم العالمي للمرأة يشكل فرصة للاعتزاز بهن وتثمين مجهوداتهن.