وطيلة مسارها المهني الذي امتد لأكثر من 45 عاما، تستقبل الدكتورة الصنهاجي مرضاها، بفرح دائم وروح من الدعابة، في مكتبها الدافئ المزين بالرسومات، من أجل طمأنة الأطفال وذويهم بأن الفحص سيمر في أفضل الظروف.
تبدأ الدكتورة زبيدة الفحوصات بشكل مبكر في عيادتها، لأنها تعي جيدا، كما قالت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، معاناة الأمهات اللواتي يقضين الليل دون نوم مع أطفالهن المرضى، وينتظرون حلول الصباح للتوجه إلى الطبيب، لذلك فهي حريصة على أن تبدأ فحوصاتها ابتداء من الساعة 7:15 صباحا.
كما أنها لا تتردد في الرد على رسائل الأمهات عند الساعة الخامسة أو السادسة صباحًا لطمأنتهن حول حالة أبنائهن، في انتظار قدومهن للفحص. وهو الأمر الذي تحرص عليه بشكل دائم، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع وفترات الإجازة.
وتحكي الدكتورة زبيدة بفخر كبير والابتسامة تعلو محياها، كيف كانت شاهدة على نشأة جيل كامل من الأطفال، الذين أصبح بعضهم الآن يُحضرون بدورهم أطفالهم لإجراء الفحوصات.
بعد 34 عامًا من العمل كطبيبة أطفال في مستشفى الأطفال، افتتحت الدكتورة الصنهاجي عيادتها الخاصة لتعيش فترة "تقاعدها" بشكل كامل.
وفي وقت فراغها، تفضل هذه الأم لثلاثة أبناء والجدة لستة أحفاد، وهي في السبعين من عمرها، إعادة شحن طاقتها بالذهاب إلى البحر.
وبعد انتهاء دوامها بالعيادة، تواصل الدكتورة الصنهاجي نشاطها من خلال حضور المؤتمرات المتخصصة في طب الأطفال التي تنظم بالمغرب وخارجه حتى تبقى على اطلاع بأحدث التقنيات والعلاجات التي يتم التوصل إليها.
وتعتبر الدكتورة زبيدة الصنهاجي مصدر إلهام للأمهات، لحكمتها وبراعتها في تقديم العلاج وتحسين الحياة اليومية للأطفال والآباء. فهي تعرف كيف تقدم العلاجات بمحبة وحنان. وحول ما إذا كانت تنوي التقاعد. تقول: "ربما في يوم من الأيام، ولكن ليس في الوقت الحالي!".
فبالنسبة لها، السعادة هي رؤية مرضاها الصغار يكبرون وهم في صحة جيدة، ومواكبة الأمهات لضمان رعاية صحية جيدة لفلذات أكبادهن.