هذه السيدة كتبت التاريخ مرتين، الأولى عند انتخابها كأول امرأة عن إقليم أزيلال سنة 2003، والثانية توليها مؤخرا، منصب عميدة منتخبات مجلس جهة بني ملال-خنيفرة.
ففي جماعة تيلوكيت، يتردد اسم رقية على كل لسان ومن مختلف الأعمار، ليس فقط لنضالها السياسي، ولكن بفضل مبادراتها للدفاع عن حقوق المرأة في هذه الجماعة الصغيرة بأعالي مدينة أزيلال.
هذه السيدة التي دخلت غمار العمل السياسي بأزيلال منذ أكثر من 30 سنة، تم انتخابها لأول مرة سنة 2003 بجماعة تيلوكيت، لتخوض تجربة النضال من أجل رفاه المرأة المحلية، وتساهم في تحسين الظروف السوسيو-الاقتصادية للنساء في هذه الجماعة.
خنافور، الإسم المعروفة به بين زميلاتها المنتخبات، هي، أيضا، أول من ناضلت من أجل إدخال شبكة الاتصالات إلى جماعة تيلوكيت التي كانت قبل ذلك معزولة عن العالم الخارجي، حيث لم يكن ممكنا تلقي أو إجراء مكالمة هاتفية من هذا الموقع. لذلك اعتبرت نضالها ضروريا لتأمين التواصل بين الآباء وبناتهم اللواتي اخترن الدراسة خارج المنطقة.
وشكل بناء جسور الثقة مع المواطنين هاجسها الأول في عملها السياسي، لذا كان لزاما على هذه السيدة أن تتسلح بالإرادة الثابتة، وتنخرط في تكوين يشمل كافة مجالات الحياة العامة، من أجل تحقيق النجاح والدفاع كما يجب عن مواطناتها في الجبل.
وبالفعل، فقد كانت الإرادة والعزيمة التي تحلت بهما رقية، محط تقدير وعرفان، مما أهلها لتمثيل نساء الجهة خلال اجتماع مهم عقد في برلمان بروكسل حول وضع المرأة، لتسمع صوت نساء منطقتها عاليا في المحافل الدولية.
ولم تذخر رقية جهدا وبكل الوسائل في سبيل دعم المرأة في المناطق الجبلية والنائية بإقليم أزيلال، ومساعدة المئات من الطالبات والتلميذات في هذه المناطق، من خلال النضال المستمر لتنفيذ المشاريع الممهدة للتفوق والنجاح.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت رقية على أهمية إدماج المرأة في الحياة العملية لتعزيز اندماجها المهني والدفاع، بالتالي، عن حقوقها، مسجلة أن العمل السياسي مكنها من إسماع صوتها لشريحة واسعة من المجتمع.
وقالت إن تدبير الشأن المحلي أتاح لها ليس فقط القرب من النساء من حولها، ولكن أيضا إيصال أصواتهن والتعبير عن مطالبهن، معتبرة أن تحسين الظروف المعيشية لنساء الجبال يمر عبر اندماجهن في الحياة اليومية.
وبنظرة حازمة وواثقة، تدعو رقية المرأة الجبلية المغربية إلى كسر طوق عزلتها ومجابهة العوائق والمساهمة في جهود التنمية وإشعاع المملكة، "فقط بهذه الطريقة سيكون صوتنا مسموعا بشكل أفضل".
ومن خلال مسارها الاستثنائي، تجسد رقية كل العزم والرغبة للمساهمة في النهوض بأوضاع المرأة القروية والمقيمة في المناطق الجبلية، وفي زخم التنمية الذي يعرفه المغرب في كافة المجالات.