منذ صغر سنها، كانت شغوفة بعالم الشرطة، ذاك الحلم المنشود أذكى لديها جدوة طموح عميق ليس سوى الاندماج في هذا الجهاز والخدمة في صفوفه.
متأثرة بأسرتها، المهتمة بمطالعة مجلة الأمن الوطني، سلكت إلهام، التي كانت في مرحلة التعليم الابتدائي تؤدي باستمرار دور الشرطية خلال الأنشطة المنظمة بمناسبة عيد العرش، كافة السبل المؤدية إلى وجهتها.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت عميد الشرطة الممتاز التي يتجلى احترامها لزيها العسكري في إحساس عميق بالواجب والمسؤولية والتضحية بالنفس، "أن أصبح شرطية هو بمثابة تحقيق لحلم راودني منذ صغر سني".
وبعد مسار جامعي مشرق، التحقت إلهام المكتفي، الحاصلة على الإجازة في القانون الخاص وماستر في قانون الأعمال، بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، لتحتل الرتبة الأولى في دفعتها.
"بدأت مساري المهني في المعهد الملكي للشرطة في مصلحة التعاون الدولي، قبل أن أكلف بمكتب الدراسات والتنظيم القانوني، وبمشاركة المديرية العامة للأمن الوطني في منتديات التوجيه المدرسي والمهني" تقول إلهام، مضيفة أنها أسهمت في العديد من الدورات التكوينية وشاركت في تظاهرات مختلفة نظمت بالمعهد، لتلتحق بعدما استفادت من عدة تكوينات وتدريبات في مجال الاتصال، بالخلية المركزية للتواصل.
بالإضافة إلى مساهمتها الكبيرة في مجلة الشرطة، تتولى إلهام مسؤولية تسيير مصلحة الصحافة وتتعاون مع مختلف وحدات الاتصال اللامركزية، بهدف تقريب هذه الإدارة من عموم المواطنين وتسليط الضوء على مختلف أعمالها ومهامها.
وبخصوص التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها، أكدت إلهام أنها لم تجد، كامرأة، صعوبة في الالتحاق بصفوف الأمن الوطني، بل على العكس وجدت كل الدعم اللازم لإنجاز مهامها على أكمل وجه.
"اليوم، تحظى المرأة بمكانتها داخل المديرية العامة للأمن الوطني، في العديد من المهن والتخصصات. وبعيدا عن النوع، فإن الكفاءة والتفاني هما اللذان يصنعان الفرق" تؤكد عميد الشرطة الممتاز.
وتابعت أنه منذ التوظيف، تخوض المرشحة نفس المباراة التي يخوضها المرشح الرجل، كما أنها تستفيد من نفس البرنامج التكويني وتنجز نفس المهام التي يقوم بها زملاؤها الرجال.
والدليل على ذلك أن هناك أزيد من 300 شرطية يشغلن مناصب المسؤولية، سواء على المستوى المركزي أو اللامركزي. تقول إلهام، بكل فخر، إن المرأة حصلت، أيضا، على رتبة مراقب عام في المديرية العامة للأمن الوطني.
وحول السؤال المألوف حول كيفية التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية، أجابت هذه الأم الشابة لطفلة صغيرة أنها بالإضافة إلى دعم أسرتها، وجدت التوازن بفضل تشجيع رئيسها على التقدم وتحسين مهاراتها ومساعدة وتعاون زملائها.
وبالنسبة لإلهام المكتفي، أن تكون فردا في أسرة الشرطة هو بمثابة مسؤولية تأخذها على محمل الجد بكل فخر. وينعكس تفانيها وحبها لمهنتها في كل تصرفاتها، مما يجعلها نموذجا ملهما للمرأة التي تكافح كل يوم لتقديم أفضل ما لديها في أداء مهامها.