هذه المرأة البالغة من العمر 37 عاما، وهي من مواليد تازناخت الكبرى، مركز إنتاج زرابي ووزكيت العريقة، لم تكن تتخيل أبدا أن مغامرة دخول عالم السياسة، خلال الانتخابات البلدية في شتنبر 2021، ستقودها إلى إنهاء سنوات من تعاقب الذكور على رأس جماعة وسلسات الواقعة بتازنخات الكبرى، حيث يتعايش التطور الأخير للسياحة الثقافية والصناعة التقلدية مع "سجادة عريقة مشهورة".
قبل أن تنخرط في إدارة الشأن العام ، كانت فيروز واحدة من نساجات تازنخت، الحارسات لمهارة ممتدة على مدى قرون واللاتي يكرسن أياما وليالي طويلة للجمع بين الفن والتعبير والإبداع في نسج السجاد المصنوع من صوف السروة والأصباغ النباتية التي لا مثيل لها في الجمال والأصالة.
نشأت فيروز السقاوي في وسط حيث الهدر المدرسي بالنسبة للفتيات واقع اجتماعي مرير تتعدد أسبابه. بدأت، وهي لا تزال صغيرة جدًا، في نسج السجاد، مثل معظم النساء من دوار أسكا (جماعة وسلسات) حيث ولدت في احدى المناطق النائية بمدينة ورزازات.
وبعد مسيرة دراسية قصيرة انتهت في السنة الثالثة من الاعدادية، استأنفت نسج سجادة الواوزكيت في دوارها ثم أسست بعد سنوات قليلة تعاونية "تاكديفت نسغواف للنسيج والخياطة"، التي تترأسها حتى يومنا هذا.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للانباء، تقول فيروز "تبحث العديد من الفتيات غير المتمدرسات وربات البيوت من قريتي أسكا، عن فرصة لإظهار موهبتهن في النسيج وإيجاد مصدر دخل ثابت. وتعاونيتنا توفر لهؤلاء النساء الشجاعات الفرصة لتسويق منتجاتهن وتحسين دخلهن”.
بالنسبة لهذه الأم لطفل صغير ، كل سجادة منسوجة هي قصة إنسانية لامرأة أو زوجة أو مراهقة أو أم رسمت عليها آمالها وأحزانها وتطلعاتها لغد أفضل.
وتابعت أن هؤلاء النساجات "يحرصن بشدة على الحفاظ على هذه المهارة وعلى تقنيات النسيج الموروثة وإدامتها، وبالتالي تعزيز الهوية الثقافية وتحسين ظروفهن المعيشية".
وحول قرارها الترشح للانتخابات المحلية، قالت السيدة السكاوي، إنها أرادت أن تثبت أن المرأة القروية الشابة، بفضل المثابرة والإصرار، قادرة أيضا على تدبير الشأن العام ووضع خبراتها في هذا المجال وإمكانياتها في خدمة منطقتها".
وأبرزت انها انخرطت في الحياة السياسية من أجل تلبية تطلعات المواطنين والمساهمة في تحسين وضعية جماعة وسلسات، من خلال برنامج لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية باستخدام مقاربة تشاركية.
وأشارت السيدة سكاوي، العضو بالمجلس الإقليمي لورزازات، إلى أن انتخابها لرئاسة جماعتها كان بمثابة لحظة قطيعة في المشهد السياسي للإقليم، خاصة في المناطق القروية، حيث لا تزال المرأة تعاني من تأثير بعض التقاليد الاجتماعية القديمة.
فبإرادة حديدية وطموح قوي، عرفت فيروز السكاوي كيف ترسم طريقها بثبات. إنها تجسد نموذج المرأة المغربية النشيطة القوية التي تواجه التحديات وجها لوجه.