فهذه الشابة ، التي تشتغل بالمجموعة المتنقلة لحفظ النظام بالدارالبيضاء، تشكل نموذجا للمرأة المغربية المثابرة التي تعمل على تكسير كل الصور النمطية والإكراهات من أجل أداء واجبها المهني على أحسن وجه ودون كلل، وتقديم كل ما لديها خدمة لأهداف واستراتيجية الفرقة المكلفة بحفظ النظام بالعاصمة الاقتصادية.
كل يوم، تتوجه جليطة بزيها النظامي، إلى مقر العمل بثكنة مجموعة المحافظة على النظام رقم 2 التابعة لولاية أمن الدار البيضاء، من أجل تنسيق عمل المجموعة بمسؤولية وانضباط.
ففي معترك عمل الشرطة وصعوباته وإكراهاته، تمكنت أمال، أن تجد لها مكانا، أكسبها مركزا رفيعا على مستوى ولاية أمن الدار البيضاء، لتحليها بإرادة قوية وعشقها لهذه المهنة النبيلة.
شغف أمال وتعلقها بسلك الشرطة ، تطور مع توالي السنون فراكمت خبرة وتجربة كبيرتين، من خلال تعاملها اليومي والميداني مع المواطنين، سيما عقب التحاقها بالملحقة المصلحة الإدارية ثم بالمجموعة المتنقلة لحفظ النظام بولاية أمن الدار البيضاء التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني.
وكشفت جليطة ، التي انضمت إلى المجموعة المتنقلة لحفظ النظام كرئيسة فصيل الشرطيات، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مدة التكوين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة أكسبها القدرة على الجمع بين الانضباط المفروض والخصال الإنسانية الرفيعة والجدية والمهام الأمنية.
وأضافت ضابط أمن، الحاصلة على الإجازة في الأدب الإسباني من جامعة محمد بن عبد الله بفاس، أن ولوجها المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة لم يكن لمجرد الحصول على فرصة عمل، بل كان بمثابة حلم راودها منذ طفولتها.
وفي ما يتعلق بخصوصية العمل، الذي تطلع به أمال، التي اجتازت بنجاح مباراة الولوج لسك الشرطة سنة 2020، والتحقت بهذا المعهد، ترى هذه الشابة، أن المهمة التي تضطلع بها ليس بالهينة، بسبب الإكراهات الكبيرة التي تعتريها، مشيرة إلى أنه إذا كان المرء محبا للعمل الذي اختاره عن قناعة، فإن الصعاب تهون.
ففي إطار العمل اليومي والاعتيادي لوحدات حفظ النظام على مستوى ولاية أمن الدار البيضاء، تقوم جليطة رئيسة فصيلة العنصر النسوي بتحديد المهام بالنسبة للشرطيات بناء على تعليمات صادرة عن القيادة الولائية والقيادة المركزية بهدف تنفيذ التدخلات الأمنية اليومية بناء على بروتوكول لوالي الأمن يشمل مجموعة من التفاصيل بخصوص العمل الأمني من أجل تنزيله على أرض الواقع من خلال مذكرات تطبيقية تحدد مهام الجميع.
وفي ما يخص تعامل زملائها من الرجال معها، كشفت أمال بعدم وجود فرق بين الجنسين، مشيرة إلى أن الجميع من المسؤولين والزملاء يتعاملون معها على قدم المساواة، في إطار مهني يتسم بالاحترام.
أما بخصوص التوفيق بين الجانب المهني وحياتها الشخصية، صرحت أمال أن كونها امرأة ضابط أمن لا يمنعها من ممارسة حياتها الشخصية بشكل طبيعي، وسط أسرتها، مضيفة أن هناك مساعدة الأهل، الذين يتفهمون نوعية عملها.
وفي ذكرى ثامن مارس يحق لأمال، المنحدرة من الدار البيضاء، على غرار كل العاملات في سلك الأمن، الافتخار بما حققنه من نجاح باهر في بلوغ مكانة متميزة داخل سلك الشرطة، حيث أثبتن تميزهنفي كافة المصالح والفرق، مما ساعدهن في الولوج بكل موضوعية إلى مختلف الرتب ومناصب المسؤولية.